ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/من الأدب الحديث والمعاصر/الأدب المسرحي في المشرق

نص أدبي : كابوس في الظهيرة

النص:

أصالة بيت عراقي . صور شخصية لثلاثة رجال معلقة على الجدار. شباك يطل على الحديقة . اریکتان متقابلتان تجلس عليهما امرأتان (0)أصوات لعب و جري لأطفال تسمع من الحديقة (

الضيفة: كم يكون الأطفال مزعجين عندما يلعبون

.!الأم: لا تتصوري مدى سعادتي بصخبهم وجریهم المتواصل .

الضيفة : يا لهم من أشقياء لا يملون الركض و الصراخ، أطفالي مثلا، لا أعرف لماذا يركضون و يتصايحون دائما وكأنهم في حرب مستمرة .

الأم: يركضون علهم يبلغون أبواب السنين القادمة. انظري إليهم وهم يطلقون في الهواء طائراتهم الورقية، كأنهم يحلقون معها، إن الأطفال عالمهم الحالم يا عزيزتي، إنهم نعمة رزقنيها االله بعد وحدة طالت بي.

الضيفة : (تضحك ببرود ) نعم إنهم يكبرون فجأة ليصبحوا رجالا .

الأم: لن أسمح لهذا أن يحدث، إنني أراقبكم كل ليلة وألاحق التغيرات التي تطرأ على سحنهم. وفي كل ليلة أجد أن هناك تغيرات جديدة، شعيرات ناعمة أخذت تشق طريقها على ذقن علي وترسم ملامح شاب جميل سيقف أمامي بعد سنوات. إن ذلك يثير في شعورا ناعما ويجعلني غير طامعة بشيء غير البقاء في ذروة هذا الشعور الذي يشبه النوم على فراش أو بلا فراش، هكذا كأنما أتأرجح في الهواء .

الضيفة : (تنظر إلى الصور) هذه للغائبين؟

الأم) : بألم) نعم إنها صور الأحباب الراحلين (تشير إلى الصور واحدة بعد الأخرى) هذه صورة زوجي فقدته في الحرب الأولى عندما كنت حاملا بوسام، وهذه لأخي الأكبر فقدته في الحرب الثانية عندما أدرك وسام الكلام، أما هذه فإنها الأخي الأصغر فقدته قبل سنوات ولا أدري أين هو الآن .

الضيفة : (تنظر إلى الساعة) أتركك لتنامي فأنا أعرف أنك تحبين نوم الظهيرة رغم أنه لا يمكن لأحد أن ينام اليوم كما أعتقد .

الأم: مازال الوقت مبكرا کی تذهبی، فالظهيرة لم تحل بعد .

الضيفة : ربما تكون قد حلت الآن .

الأم : لا، مازال هناك بعض الوقت، إنني أعرف هدا تلقائيا، ولا يمكن لظهيرة أن تفوتني .

الضيفة: أنا لا أنام ظهرا، لا يتسنى لي ذلك غالبا لأنني أكون مشغولة في مثل هذا الوقت من النهار، أما اليوم فلا أعتقد بأنني سأنام .

الأم: إنك تفوتين على نفسك فرصة شعور رائع كم أتمنى أن أبقى في هذا الحد إلى ما لا نهاية. المشكلة الوحيدة هي أنني لا أعرف ما الذي سيواجهني في عالم النوم، وذلك أمريخيفني .

الضيفة : الخوف هناك أيضا، إنه لمن الحزن أن نقضي أعمارنا خائفين. أيامنا في توتر دائم، اليوم أيضا هناك توتر والجميع يترقب. لقد خبرونا القصف لن يخطئنا اليوم .

الأم: مهما كان الأمر، لقد تعودنا التوترات ولم يعد عندي من الرجال من أخشى عليه منها، لقد دارت بهم رحاها جميعا .

الضيفة: ( تنتبه إلى الوقت ) أتركك لتنامي بسلام، لكنها الظهيرة ويجب أن تدخلي الأولاد .

الأم: لا خوف عليهم، إنهم يلوذون من حر الشمس بظلال الأشجار ويراوغون أشعتها بمهارة، لنتركهم يلهثون ما تبقى لهم من الوقت ) .

تودع الضيفة حتى الباب، تطل على أطفالها من الشباك وتطلب منهم أن يلعبوا بهدوء، تتمدد على الأريكة وتبدأ رحلتها إلى عالم النوم ...بعد قليل، يرتفع صوت مطرقة كبيرة تضرب سندانا تستيقظ الأم وسط الخراب .

( الأم: يا إلهي، في أي كابوس أنا؟ هذا البيت كأنه بيتي و الأثاث أثاثي، أشك بأنني أعرف تلك الكف الطرية وهذه الطائرة إنها تشبهها تماما... كل شيء هنا يشبه ما لدي عدا أنه محطم مثلي تماما الآن أي كابوس کریه هذا الذي تقودني إليه شباك الوسن؟ أي كابوس؟ (تدور بعينيها في المكان فتسمع في الخارج أصوات لطم وبكاء يختلط بصفير سيارات الإسعاف والإطفاء) كأنني في حرب أو في نهاية معركة ، أي مزحة سخيفة تلك التي جلبت الكابوس إلى بيتي وحيي؟ لا، لابد أن أستيقظ من كل هذا سریعا و إلا فإني سأجن) .. تدور الأم في المدينة مشعثة ممزقة الثياب وهي تبحث عن باب في الهواء تعود منه إلى عالمها، بعض رواد المقهى يلعبون الدومينو، يمر بها الآخرون وهم يحملون موتاهم في عربات غير مبالين بها، تحاول أن تستوقف أحدهم .

(الأم: أخبرني أيها السيد، من أي باب يمكنني الخروج من عالمكم ؟ فأنا غريبة هنا و أود العودة إلى بيتي و أطفالي .

أحدهم: ( إلى صاحبه في المقهى ) أظن أنني أعرف هذه المجنونة.

الآخر: نعم، نعم إنها أم علي من الزقاق الآخر، تظن أنها في كابوس، مسكينة، لقد فقدت كذا وكذا من أفراد أسرتها؟

أحدهم : تظن أنها في كابوس؟ .

رجل 2 : ساخرا أو ليست هذه المجنونة مجنونة؟ دعونا منها .

رجل1 : لا، إنها ليست مجنونة و ما يدريك أنت ما الجنون: إنها تتفادي جنونها فقط بالبحث عن باب يخرجها مما تظنه کابوسا، العب ...

رجل 2: حرب ومجانين، حرب ومجانين، لقد انتهيت تماما يا عزيزي اسحب كل ما على الطاولة وابدأ العد ... كم كسبت ؟ .

رجل 1 : حسنا لقد انتهيت كما انتهى كأي غيرك.

حسين عبد الخضر

 

 

التعريف بصاحب النص: حسين عبد الخضر كاتب مسرحي عراقي وعضو إتحاد المسرحيين العراقيين من مواليد الناصرية (جنوب العراق) عام 1973 م رغم تخصصه في قطاع البترول إلا أن ولوعه بالأدب جعله يمارس الإبداع الأدبي منذ بداية التسعينات ومن أعماله الروائية مواسم العطش و أوهام يوم الخلاص ،أما أعماله المسرحية فنذكر منها رماد أحزان الكوفة، لعبة الخوف و كابوس الظهيرة التي منها هذا النص.

اكتشاف معطيات النص:

س1: ما الذي أراد أن يعبر عنه الكاتب من منظر الأطفال و هم يلعبون و منظر الحديقة و الظل و أشعة الشمس ؟

ج1: أراد أن يعبر الكاتب من منظر الأطفال و هم يلعبون و منظر الحديقة و الظل و أشعة الشمس عن أسباب سعادة هؤلاء الأطفال و غفلتهم  عما يدور في عالم الكبار من تعاسة و خوف من الحروب و شعور  بالقلق و الألم و هذا ما لا يعرفه الأطفال في شعورهم ما داموا محاطين بمن يرعاهم و انظر إلى ما قالته الأم في ذلك : " لا تتصوري مدى سعادتي بصخبهم ......إن للأطفال عالمهم الحالم...".

س2: ما هي الرسالة الإنسانية التي أراد الكاتب إرسالها من خلال موضوع المسرحية ؟

ج2: الرسالة الإنسانية التي أراد الكاتب إرسالها من خلال موضوع المسرحية هي رسالة توعية و بيان لخطر  نشوء  الحالات النفسية المرتبطة بالصراعات والحروب نتيجة للتوتر والقلق الذي يصاحب فترة الانتظار والترقب، ومن الأعراض النفسية التي تنشأ عن مشاعر الخوف والرهبة،

فالحياة تحت تهديد هجوم متوقع للعدو أو احتمال التعرض لغارات جوية له تأثير سيئ من الناحية النفسية، ويلاحظ ذلك من خلال ما يبدو علي الأفراد من مظاهر الإحباط، وفقدان روح المرح ليحل محلها التجهم والكآبة.....................

س3: فيم تمثلت مأساة الأم ؟ هل هي مأساة فردية ؟

ج3: تمثلت مأساة الأم في كونها فقدت أغلب أفراد أسرتها و أصبحت بعد ذلك تعيش فترات الخوف من فقدان ما بقي لها من أفراد أسرتها و هم أبناؤها الذين صارت ترقبهم وهم يلعبون و يمرحون في الحديقة لأنهم لا يشعرون بما يشعر به الكبار فمأساة الأم هي مأساة ماض و مأساة حاضر و مأساة مستقبل فالخوف يلازمها  في كل  أحوالها  الزمـــانية و المكانية.........

س4: ماذا مثل حادث الانفجار الذي سببه القصف بالنسبة لتطور شخصية الأم ؟

ج4: لا شك ان شخصية الأم في هذه القصة هي شخصية محورية من حيث دورها و هي شخصية ناميــة و متطورة من حيث النمو و الذي تسبب نموها هو حدث الانفجار الذي حول الشخصية من  أسباب البهجة و الفرح بوجود الأطفال معها يمرحون و يلعبون إلى شخصية حزينة فقدت كل شيء و تاهت في الشارع فغاب عنها وعيها  و أصبحت تعيش في ظلام الحزن و التعاسة  و أصبحت تتصرف تصرف المجانين....... و كان الكاتب يرصد لنا مشهد الأم الآمنة في اللحظات السابقة لفعل التفجير حيث تتحول الحياة إلى كابوس يختلط فيه الواقع بالمخيلة بالأحلام وتتحول تلك اللحظة المرعبة التي ترسمها القصة إلى زمن أخر يصبح الصحو منه والعودة إلى غرفة البيت أمنية.

س5: صور الكاتب موقفين متناقضين تما ما لشخصية الأم. ما الذي أراده من ذلك؟

ج5: كان الموقف الأول هو موقف السعادة عند ما كان الأطفال أمام عينيها يلعبون و يركضون في الحديقة  ثم تغير موقفها إلى الألم و الحزن لما رأت صور ة زوجها و أخويها فذكرها ذلك بفقدانهم مما أثار في نفسها الألم و الحزن و قطع عنها ابتهاجها الأول...

س6: ما هو الدور الذي أدته المرأة الضيقة في الكشف عن شخصية؟ 

ج6: تعد الضيفة في القصة شخصية أساسية ، لأنها شخصية مساندة للشخصية المحورية.وكان دورها متمثلا في تحريك مشاعر الشخصية المحورية فعن طريق الأسئلة التي طرحتها عرفنا الكاتب ببعض خصائص الشخصية المحورية وبذلك جعل  القارئ يدرك جليا  مشاعرها كأسباب فرحها تارة ثم أسباب تعاستها تارة أخرى...فكانت شخصية الضيفة محركة لبعض الأحداث ومساهمة في تطور ونمو الشخصية المحورية

مناقشة معطيات النص:

س1: هل استطاع الكاتب من خلال هذا العمل المسرحي أن ينقل للقارئ المعاناة الإنسانية من جراء الحروب ؟ فمن خلال من وفق في ذلك ؟

ج1: لقد استطاع الكاتب من خلال هذا العمل المسرحي أن ينقل للقارئ المعاناة الإنسانية من جراء الحروب و لقد وفق في ذلك من خلال دور الأطفال حيث صور الكاتب أبشع نتيجة يمكن أن يتصورها الإنسان في مثل هذه المواقف في الحروب و هي  موت الأطفال في الحرب و هم الذين يمثلون في الوجود البراءة ويمكن اعتبار موقف الرجال في الشارع و عدم اكتراثهم بما وقع  واستمرارهم في اللعب بالمقهى عاملا آخر يساهم في إبراز مدى المعاناة الإنسانية في مثل هذه الظروف .......

س2: علل الغاية الفنية من أجلها قدم الكاتب شخصية الأم بتلك النظرة التفاؤلية  للحياة قبل الحادث؟

ج2: الغاية الفنية التي من أجلها قدم الكاتب شخصية الأم بتلك النظرة التفاؤلية  للحياة قبل الحادث هي اعتماد ما يسمى عادة بمراحل القصة أوالعمل القصصي الذي تميزه الحالــة البدائيـة: حيث كانت الأم تعيش حياة سعيدة في بيتها ثم يأتي ما يسمى بعناصر التحويل:فبشكل مفاجئ ، يقع خلل بهذه المعيشة و بعدها تأتي نتائج عنصر التحويل وغاب هنا عنصر التعديل وكانت الحالة النهائية محزنة .........

س3: ما دلالة عدم رغبة الأم في أن يصير أطفالها رجالا ؟

ج3: هي دلالة خوف من المستقبل لوجود الشبيه في الخطر و هو فقدان زوجها و أخويها في حوادث مختلفة وهي رغبة طبيعية تغذيها عاطفة الأمومة وهي في نفس الوقت عقدة نفسية أسبابها الخوف من المصير المشترك لكل العراقيين ....

س4: ما سر بقاء الأم حية وموت أطفالها من الناحية الدرامية ؟

ج4: سر بقاء الأم حية وموت أطفالها من الناحية الدرامية هو التأثير العاطفي الإنساني الذي كان يرمي إليه الكاتب حيث إن المعاناة تزداد بحياة الأم أكثر من موتها ففي ذلك استمرار للألم و الحزن  فهذه الأم فقدت في الحياة كل شيء حتى الشارع صار لا يحتويها و كأنه ليس مكانا طبيعيا لها في عرف أصحاب الشارع .....و هنا صارت المعاناة لا تنتهي و حالة الأم قد تغيرت فعلا بموت الأطفال لأنهم كانوا الأمل الوحيد الذي بقي لها و كانت تسعد بهم رغم أنها فقدت زوجها و أخويها قبل ذلك فهي في هذا الموقف انقطعت عن ماضيها ثم عن مستقبلها بل حتى حاضرها صار يتنكر لها......

س5: هل ترى أن الكاتب اعتمد قانون الوحدات الثلاث الأرسطي في البناء العمل المسرحي؟ علل.

ج5: اعتمد الكاتب قانون الوحدات الثلاث الأرسطي في البناء العمل المسرحي:حيث توافرت في هذه المسرحية :وحدة الموضوع ، وحدة في الزمان حيث لم يتجاوز الزمان  فيها24 ساعة ووحدة في المكان حيث  حدد المكان هنا بمدينة واحدة ...
فوحدة  الموضوع أو وحدة العمل هي اتحاد الأجزاء المختلفة التي يتسق بها الحادث، ووحدة المكان تفترض وقوع العمل كله في مكان واحد لا يتجاوزه، أما وحدة الزمان فتعني أن لا يستغرق العمل أكثر من يوم واحد- قد ينقص أو يزيد، وذلك حرصاً على المقاربة الحقيقية.

س6: تحولت المسرحية إلى نقاش فلسفي وجودي في أخر مشهد لها هل تراه سيخدم البناء الدرامي أم أن الكاتب أقحمه إقحاما؟ علل.

ج6: إن النقاش الذي ورد في آخر مشهد من المسرحية هو نقاش يخدم البناء الدرامي من خلال ما سيفهمه القارئ من فحوى ذلك النقاش وهو نقاش مرتبط بالحل أو بسياق النهاية الدرامية فحالة الأم توحي فعلا بالجنون  ثم يعد هذا الجنون  في النهاية وفي عرف النفسانيين أمرا طبيعيا مادام مرتبطا بالحرب ونتائجها على الفرد والمجتمع  فالأمر يتعلق إذن بإظهار النتيجة الطبيعية للحروب و هي الأزمة النفسية و الاجتماعية التي سيعيشها كل من يعيش تحت مطرقة الحروب ................

أحدد بناء النص:

س1: يعتمد العمل المسرحي على النمط الحواري عمودا وهيكلا للمسرحية بين خصائصه في هذا النص من حيث: ملاءمته للشخصية .قدرته على رسم ملامحها. مساهمته في التطور الدرامي للمسرحية ؟

ج1: خصائص الحوار في هذا النص من حيث :

ملاءمته للشخصية : هو التناسب ، حيث نسب الكاتب لكل شخصية اللغة التي توافقها فالشخصية المحورية  و هي شخصية الأم تكلمت بدلالة  السعادة و الفرح ثم بدلالة  الألم و الحزن و التعاسة  أما الضيفة فتكلمت بلغة امتازت بالعموم و لا قيمة لها في المجال النفسي و أما الرجال في الشارع فتكلموا باللغة التي تناسب نهاية القصة من حيث اللامبالاة و عدم الاكتراث .

القدرة على رسم الملامح: وتتمثل هذه القدرة باختيار الألفاظ النفسية المعبرة عن الأحوال النفسية للأم كحالتها من التفاؤل أولا ثم كحالتها من الحزن ثانيا كما رسمت الألفاظ التي تكلمت بها الضيفة ملامحها من عدم اكتراثها و اهتمامها بطبائع الأطفال .

مساهمته في التطور الدرامي للمسرحية : و ذلك في الانتقال من حالة إلى حالة فكل مرحلة كانت تميزها لغة خاصة..

س2:  ما الذي أضفاه الحوار في أخر مشهد من المسرحية؟

ج2: أضفى الحوار في آخر المسرحية مسحة من الحزن و التألم على الوضع المزري الذي آلت إليه الأم حيث إن المجتمع أدار ظهره لهذه الأم و كأنه  لم يعترف لها بحقها في الحزن على وضعها .و اتهمت بالجنون من أقرب الناس إليها ...

س3: تخللت المسرحية بعض المقاطع السردية و الوصفية هل تراها جزءا من العمل المسرحي؟ لماذا ؟

ج3: المقاطع السردية و الوصفية التي تخللت المسرحية هي  جزء من العمل المسرحي لأنها ساهمت في التحولات الطبيعية التي حدثت في العمل القصصي و أعطت لهذه الأحداث توسعا و العمل المسرحي  لا يستغني عن السرد و الوصف فالسرد مرتبط بالأحداث و الوصف مرتبط بالشخصيات  و بالتالي يكون هذا الامتزاج بين السرد و الوصف و الحوار عملا طيعيا و فنيا في العمل المسرحي.

الاتساق والانسجام:

س1: لقد حافظ الكاتب على النسق المسرحي مما جعل الأحداث منسجمة .فهل اعتمد من أجل ذلك على بناء الشخصية المحورية بناءا تطويريا متناميا أم على بناء الأحداث؟ علل بشواهد من النص.

ج1: لقد حافظ الكاتب على النسق المسرحي مما جعل الأحداث منسجمة و اعتمد من أجل ذلك على بناء الشخصية المحورية بناء تطويريا متناميا و الدليل على ذلك من النص هو تلك التحولات التي شهدنها الأم خلال عرض الأحداث   حيث نمت شخصيتها و تطورت من السعادة و التفاؤل عند رؤية الأطفال يلعبون و يمرحون إلى الخوف و الألم عند رؤية الصور.....ثم  تطورت شخصيتها تطورا  كبيرا بعد حادث الانفجار.

س2: هل ترى أن حادث الانفجار من جراء القصف جاء خادما لهذا البناء الدرامي أم هو حدث طارئ مفاجئ كسر هذا البناء ؟ فكيف ساهم فيه؟

ج2: جاء حادث الانفجار من جراء القصف خادما لهذا البناء الدرامي ، فهو أكد حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الأسرة العراقية  حيث قد يأتي الخوف أحيانا من مأمنه ، فالحركة الدرامية ما كانت لتقوي من بناء القصة لولا هذا الحادث الذي جاء ليعطي للأم حالة تحول جديدة  ساهمت في  توسيع  حدة المشكلة ويكون ذلك دافعا جديدا لأحداث أخرى تعد نتيجة حتمية و طبيعية ، فكأن الكاتب بنى قصته على أساس من الأسباب والنتائج  لتقوى عوطف القارئ ويتحد وجدانه مع الحالات النفسية المتطورة التي عرفتها الأم في شتى أحوالها المختلفة .....

نص تواصلي :  المسرح في الأدب العربي

النص:

يذهب كثير من الدارسين إلى أن العرب عرفوا المسرح في الشام منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبالضبط في سنة 1848 م، عندما عاد مارون النقاش من أوربا (إيطاليا، فرنسا) إلى بيروت، فأسس مسرحا في منزله، وعرض أول نص درامي في تاريخ المسرح العربي الحديث، وهو "البخيل" الموليير، من ثم بدأ المسرح العربي يعتمد على عدة طرائق في استنبات المسرح الغربي كالترجمة والاقتباس، وكان هذا الظهور المسرحي في البلاد العربية نتيجة للاحتكاك الثقافي مع الغرب عبر حملة نابليون بونابرت إلى مصر والشام وعن طريق الاطلاع والتعلم والرحلات العلمية والسياحية والسفارية.

أما في سوريا، فقد أسس أبو خليل القباني مسرحه الموسيقي والغنائي، وبدأ في تقديم فرجات تراثية وتاريخية، هذا هو الذي دفع أبا خليل القباني إلى هجرة بلده الذي طغى فيه الاستبداد التركي مع مجموعة من الممثلين والفنانين حيال مصر.

وفي مصر سيزدهر فن المسرح خاصة مع الشاميين أبو خليل القباني وأديب إسحاق وفرح أنطون وسليم النقاش ويوسف الخياط وجورج أبيض)، والمبدعين المصريين (يعقوب صنوع ويوسف وهبي ومحمود تيمور وأحمد شوقي وعزيز أباظة، وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس ونجيب الريحاني...) وستظهر بعد ذلك فرق مسرحية وغنائية عديدة في القاهرة والإسكندرية (فرقة أحمد أبو خليل القباني، وفرقة اسكندر فرح، وفرقة سلامة حجازي، وفرقة سليمان القرداحي، وفرقة فاطمة رشدي، وفرقة جورج أبيض، وفرقة يوسف وهبي)، وستنشأ قاعات للمسرح سواء أكانت قاعات عروض خاصة أم قاعات مسرحية أنشأتها الدولة لرعاية الفنون والآداب إبان المرحلة الملكية والثورة الناصرية على الرغم من الرسالة الإنتقادية الخطيرة لهذا المسرح التي كانت تندد بالمستعمر وأصحاب السلطة والجاه، كما شيدت الدولة المصرية أول "كونسرفتوار" للفن الدرامي بالقاهرة في الوطن العربي، علاوة على الكليات والمدارس والمعاهد المتعلقة بالفن والتنشيط المسرحي والموسيقي والسينمائي، هذا وقد أرانا تاريخ الأدب العربي الحديث والمعاصر نوعين من التعامل مع المسرح :

1 - استنبات المسرح الغربي في التربة العربية من خلال التقليد والاقتباس والترجمة والتبيئة العربية : تمصيرا وتونسة ومغربة وسودنة... كما فعل مارون النقاش مع أول نص مسرحي وهو "البخيل" الذي استلهمه من موليير، وسيتابع  كثير من المبدعين والمخرجين طريقته في الاقتباس والمحاكاة.

2 - تأصيل المسرح العربي وذلك بالجمع بين الأصالة والمعاصرة، أي التوفيق بين قوالب المسرح الغربي والمضمون التراثي، ومن المعلوم أن التأصيل من مقوماته الأساسية الاشتغال على التراث وتوظيفه، إما باعتباره مادة تراثية تاريخية أو صوفية أو أدبية أو دينية... وإما باعتباره موقفا إيديولوجيا، وإما باعتباره قالبا فنيا لاحتواء المضمون أو الحبكة الدرامية عبر تمظهراتها الصراعية والجدلية، ومن ثم يمكن الحديث عن التأصيل في المسرح العربي من خلال أربع محطات أساسية.

- تأصيل المسرح العربي اعتمادا على المضمون التراثي.

- تأصيل المسرح العربي ارتكازا على الشكل أو القالب التراثي.

- التأصيل التنظيري (بيانات وتصورات وورقات نظرية حول أصالة المسرح العربي).

- التأصيل التطبيقي (نصوص وعروض مسرحية تأصيلية مضمونا وقالبا).

والتأصيل في المسرح ضد التجريب والتغريب، لأن التجريب هو الاستفادة من طرائق التشخيص الدرامي الغربي والانفتاح على مدارسه وتقنياته وتیاراته السينوغرافية، فلقد استفاد توفيق الحكيم كثيرا من المسرح الغربي ولاسيما من المدرسة الرمزية كما نجدها عند إبسن وبرنارد شو وموريس مترلنك، وتتجسد هذه الرمزية عند الحكيم في بجماليون وشهرزاد وأهل الكهف ويا طالع الشجرة، كما كتب الحكيم مجموعة من المسرحيات على ضوء المدرسة الواقعية والفلسفة الاشتراكية كمسرحية الصفقة ومسرحية الأيدي الناعمة.

ويعد يوسف إدريس من السباقين إلى التفكير في التأصيل المسرحي من خلال البحث عن قالب مسرحي جديد، وذلك بتوظيف السامر في مسرحية "الفرافير" سنة 1964 م، حيث أشرك المتفرجين مع الممثلين في اللعبة المسرحية في إطار دائري مشكلا بذلك حلقة سينوغرافية، وقد استلهم الكاتب في مسرحيته خيال الظل والقراقوز والأدب الشعبي، وتعد مسرحية محمد دياب "ليالي الحصاد" سنة 1967 م نموذجا تطبيقيا لتوظيف السامر الريفي.

وسعى سعد الله ونوس إلى تأسيس مسرح التسييس من خلال مسرحيته مغامرة رأس المملوك جابر" والمقصود بمسرح التسييس عند سعد الله ونوس أن مفهوم التسييس يتحدد من زاويتين متكاملتين، الأولى فكرية وتعني أننا نطرح المشكلة السياسية من خلال قوانينها العميقة وعلاقاتها المترابطة والمتشابكة  داخل بنية المجتمع الاقتصادية والسياسية، وأننا نحاول في الوقت نفسه استشفاف أفق تقدمي لحل هذه المشاكل : "إذا بالتسييس أردت أن أمضي خطوة أعمق في تعريف المسرح السياسي، إنه المسرح الذي يحمل مضمونا سياسيا تقدميا". 

تلكم هي نظرة موجزة عن نشأة وإشكالية التأصيل في المسرح العربي الحديث والمعاصر في مواجهة التغريب والتجريب لتقنيات المسرح الأوربي بكل تیاراته ومدارسه وتصوراته الإخراجية.

التعرف على صاحب النص:

جميل حمداوي من مواليد 08 – 11 – 1963بالناظور - أستاذ باحث في تخصصات شتى ولاسيما الأدبية والفنية والفكرية منها - أستاذ ممتاز في التعليم الثانوي التأهيلي بالناظور -عضو المجلس العلمي بالناظور ورابطة علماء المغرب -مؤسس منتدى الفعل الإبداعي بالناظور -عضو فعال في جمعية غد أفضل للمعاقين بالناظور -


اكتشاف معطيات النص :

س1: ماهي العوامل التي ساعدت على انتشاره ؟

ج1: العوامل التي ساعدت على إنتشاره : كان هذا الظهور المسرحي في البلاد العربية نتيجة للاحتكاك الثقافي مع الغرب عبر حملة نابليون بونابرت إلى مصر والشام وعن طريق الاطلاع والتعلم والرحلات العلمية والسياحية والسفارية .

س2: واجهت نشأة المسرح العربي ظاهرتان . ما هما ؟ وما تعريفك لهما؟

ج2: الظاهرتان هما : الاستنبات والتأصيل

الاستنبات هو : استنبات المسرح الغربي في التربة العربية من خلال التقليد و الاقتباس والترجمة والبيئة العربية: تمصيرا وتونسة ومغربة وسودنة... كما فعل مارون النقاش مع أول نص مسرحي وهو البخيل الذي استلهمه من موليير، وسيتابع كثير من المبدعين والمخرجين طريقته في الاقتباس والمحاكاة.

التأصيل هو : تأصيل المسرح العربي وذلك بالجمع بين الأصالة والمعاصرة، أي التوفيق بين قوالب المسرح الغربي والمضمون التراثي.

س3:عرف بثلاثة من رواد المسرح المذكورين؟

ج3: التعريف بثلاثة رواد مسرح مذكورين :

توفيق الحكيم *أب المسرحية العربية بدون منازع. ولد بالإسكندرية 1898م والده من رجال القضاء وأمه تركية الأصل . درس بدمنهور ثم القاهرة حيث اطلع على التمثيل والموسيقى فبدا في كتابة بعض المحاولات المسرحية الناقصة . وبعد أربع سنوات قضاها في فرنسا ليتم دراسته العليا عاد إلى مصر ليعمل في سلك القضاء لكنه فضل الفن والصحافة . فكان عضوا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب. ومثل مصر في هيئة اليونسكو. وعضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة. توفي سنة 1987م من آثاره * أهل الكهف. عودة الروح. يوميات نائب في الأرياف. شهرزاد. أغنية الموت. سليمان الحكيم...
أسلوبه. * يخلو أسلوبه من البريق الأدبي.


احمد شوقي* أمير الشعراء ولد بالقاهرة عام 1886م بعد إتمام دراسته في مصر التحق بفرنسا لدراسة الحقوق وهناك تأثر بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي. فكتب مسرحيات شعرية وكان له قصب السبق فيها. تزعم جماعة ابلو المتأثرة بالمذهب الرومانسي وظل يبدع إلى أن وافاه الأجل عام 1932م. من آثاره ديوان شعر من أربعة أجزاء بعنوان الشوقيات.مجموعة من المسرحيات الشعرية منها: مصرع كلييو باترة. مجنون ليلى . قمبيز . الست هدى... أسلوبه *استعمال اللغة الراقية سهولة إجراء الحوار الشعري التنوع في الأوزان الشعرية.

س :تضع توفيق الحكيم ضمن التأصيليين أو الاستنباتيين ؟ علل من خلال النص .

ج: هو من التغريبيين أو الاستنباتيين . فلقد استفاد توفيق الحكيم كثيرا من المسرح الغربي ولاسيما من المدرسة الرمزية كما نجدها لدى إبسن وبرنارد شو وموريس مترلنك، وتتجسد هذه الرمزية عند الحكيم في بيجماليون وشهرزاد وأهل الكهف ويا طالع الشجرة. كما كتب الحكيم مجموعة من المسرحيات على ضوء المدرسة الواقعية والفلسفة الاشتراكية كمسرحية الصفقة والأيدي الناعمة.

س3:كيف ساهم يوسف إدريس في تأصيل المسرح العربي ؟

ج3: يعد يوسف إدريس من السباقين إلى التفكير في التأصيل المسرحي من خلال البحث عن قالب مسرحي جديد، وذلك بتوظيف السامر في مسرحية" الفرافير" سنة 1964م ، حيث أشرك المتفرجين مع الممثلين في اللعبة المسرحية في إطار دائري مشكلا بذلك حلقة سينوغرافية . وقد استلهم الكاتب في مسرحيته خيال الظل والقراقوز والأدب الشعبي .

س4:ما الجديد الذي أضافه سعد الله ونوس للمسرح العربي ؟

ج4:سعى سعد الله ونوس إلى تأسيس مسرح التسييس من خلال مسرحيته" مغامرة رأس المملوك جابر". والمقصود بمسرح التسييس عند سعد الله ونوس أن مفهوم التسييس يتحدد" من زاويتين متكاملتين. الأولى فكرية وتعني، أننا نطرح المشكلة السياسية من خلال قوانينها العميقة وعلاقاتها المترابطة والمتشابكة داخل بنية المجتمع الاقتصادية والسياسية، وأننا نحاول في الوقت نفسه استشفاف أفق تقدمي لحل هذه المشاكل. إذا، بالتسييس أردت أن أمضي خطوة أعمق في تعريف المسرح السياسي. إنه المسرح الذي يحمل مضمونا سياسيا تقدميا. ومن نافل القول: إن الطبقات الفعلية التي تحتاج إلى التسييس هي الطبقات الشعبية لأن الطبقة الحاكمة مسيسة، سواء كانت الحاكمة بمعنى السيطرة على أدوات السلطة أو الحاكمة بمعنى السيطرة على وسائل الإنتاج الاقتصادي في البلد. إن الطبقات التي يتوجه إليها مسرح التسييس هي الطبقات الشعبية التي تتواطأ عليها القوى الحاكمة كي تظل جاهلة وغير مسيسة

 

 

مناقشة معطيات النص:

س1:هل توافق الكاتب في أن نشأة المسرح العربي كانت في منتصف القرن التاسع عشر مع ماورن النقاش ؟

ج1:يذهب كثير من الدارسين إلى أن العرب عرفوا المسرح في الشام منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وبالضبط في سنة 1848م عندما عاد مارون النقاش من أوربا إلى بيروت فأسس مسرحا في منزله فعرض أول نص درامي في تاريخ المسرح العربي الحديث هو" البخيل" لموليير، وبذلك كان أول من استنبت فنا غربيا جديدا في التربة العربية.

س2: بين كيف بدا المسرح العربي مسرحا استنباتيا ؟
ج2: بدأ المسرح العربي يعتمد على عدة طرائق في استنبات المسرح الغربي كالترجمة والاقتباس والتعريب والتمصير والتأليف والتجريب وشرح نظريات المسرح الغربي ولاسيما نظريات الإخراج المسرحي وعرض المدارس المسرحية الأوربية.

س3: ما وظيفة المسرح حسب سعد الله ونوس ؟ هل أنت مع الالتزام في المسرح ؟
ج3: وظيفة المسرح حسب سعد الله ونوس هي توعية الطبقة البسيطة من عامة الناس وجعلها تفهم واقعها وتعمل على اقتلاعه .

س4: زاوج الكاتب بين السرد التاريخي وبين الموازنة النقدية وضح ؟

ج4: زاوج الكاتب في نصه بين لسرد التاريخي و أسلوب الموازنة النقدية لأن النص عبارة عن مقالة نقدية تبحث في نشأة المسرح العربي و الموضوع إذن يستلزم هذا السرد أما الموازنة النقدية فطريقة للتفسير و الشرح للوصول إلى نتيجة منطقية حتمية . حيث عمد إلى التأريخ للمسرح بصفة عامة في العالم ثم خصص المسرح العربي ثم أكمل موضوعه بالموازنة بين آراء مختلفة القائلة بأن العرب لم يعرفوا المسرح إلا حديثا حين احتكوا بالغرب .والقائلة بان العرب عرفوا المسرح قبل هذا الوقت بطرق مختلفة ...

 

الاستخلاص والتسجيل

س1:لخص نشأة المسرح العربي وتطوره؟

ج1: نشأ المسرح العربي متأثرا بالمسرح الغربي ثم شق طريقه إلى الأصالة والتميز ومعالجة المواضيع العربية.أما المسرحية فهي نص أدبي يأتي على هيئة حوار يصور به الكاتب قصة مأساوية أو هزلية ويقوم الممثلون بتمثيل النص المسرحي بقاعة المسرح ضمن إطار فني. وهي من أقدم الفنون الأدبية التي عرفتها الحضارة الإنسانية. فمنذ زمان بعيد أقام الإغريق مسارحهم في مناسبات دينية ووطنية. فعرفوا المأساة والملهاة. وتناولوا موضوعات دينية واجتماعية وأدى مسرحهم دوره في تعليم مجتمعهم. واعدوا شروط المسرح واستفاد منها حتى كتاب العصر الحديث. وعن هؤلاء اخذ الرومان ثم الفرنسيون والإنجليز والألمان وعن هم اخذ العرب.
لكن إقبال العرب على المسرح لم يتم إلا في العصر الحديث على الرغم أنهم اطلعوا عليه عند ترجمة بعض المؤلفات اليونانية في البلاغة والفلسفة والرياضيات في بداية العهد العباسي. ولعل ذلك يرجع إلى ارتباط المسرح بالأفكار الوثنية التي لا يقرها الإسلام والى طبيعة الشعر العربي الغنائي الذي لا يصلح للتمثيل.
 المسرح العربي حديث النشأة ظهر على يد مارون النقاش 1847م بعد عودته من الغرب وقدم لأول مرة مسرحية البخيل لموليار وهكذا نشا المسرح قبل المسرحية.

تطورها:

1- مرحلة الاقتباس: شجع إنشاء دار الأبرا في مصر بعض اللبنانيين المهتمين بالمسرح على اقتباس الأفكار من الأدب الاروبية وصبغتها بصبغة محلية.

2- المسرحية الاجتماعية: تطورت المسرحية على يد من درس فن المسرح في ارويا فقد أنشا جورج الأبيض مسرحا عربيا في مصر اثر عودته من فرنسا 1910م وقدم مسرحية وليدة البيئة العربية مصر الجديدة . لفرج أنطوان . غلبت عليها الفصحى وأصالة الفكر العربي.

3-المسرحية الواقعية: اتجهت المسرحية إلى التعبير عن الواقع فظهرت عدة مسرحيات تعالج الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي وتعتبر مسرحيات توفيق الحكيم مثلا واضحا لهذا الطور عالج مشكلات اجتماعية كما فعل ايزيس وبراسكا وأضفى على شخصياته فكرا فلسفيا وتتجلى نزعته الفلسفية في مسرحية شهرزاد - و سليمان الحكيم -.
المسرحية الجزائرية:يعد رضا حوحو من رواد المسرحية المكتوبة بالعربية فقد اشرف على فرقة تمثيلية وكتب لها مسرحية عنبسة - وبائعة الورد – والعقاب – النائب المحترم – وسي عاشور -. أما المسرحية المكتوبة بالفرنسية يمثلها كاتب ياسين في الجثة المطوقة – والرجل ذو النعل المطاطي.

أما المسرحية الشعرية فقد ظهرت على يد احمد شوقي الذي كتب -مصرع كلييوباترا – مجنون ليلى – قمبيز... وعزيز أباظة الذي ألف ست مسرحيات- قيس ولبنى – العباسة- شجرة الدر – الناصر – غروب الأندلس – شهريار – وقد استطاع أن يتجنب ما وقع فيه شوقي من مآخذ واستفاد مما وجه إليه من نقد.  وللمسرح ثلاثة أشكال هي :

1- المأساة وهي مسرحية درامية تنتهي دائما بالموت.

2-الملهاة مسرحية هزلية ذات نهاية سعيدة.

3-الأبرا المغناة وهي ذات موضوع مأساوي.

عناصر المسرحية:

 1-التمهيد *وهو الجزء الأول من المسرحية يمهد فيه الكاتب للمسرحية ويعرف بالشخصيات وأعمالهم. أما البيئة فيصورها عن طريق الحوار.

 2- العقدة وهي العنصر الأساسي في بناء الحبكة الفنية وتنشا عن المعوقات أو الصراع الذي ينشأ بين قدرتين متعارضتين تثير عند الجمهور الرغبة في انتظار الحل.

 3- الحل * وهو النتيجة التي تصل إليها أحداث المسرحية.

 4- الزمان والمكان*وهما البيئة التي تدور فيها أحداث المسرحية زمان المسرحية قصير ومكانها محدود

 5- الشخصيات * وهم الممثلون الدين يقومون بالحركة المسرحية. ويشترط فيها الثبات وعدم التناقض مع الواقع.

 6- اللغة وسائل التعبير المسرحي متعددة – الحوار – الملابس* الأضواء *الأثاث* الحركة* ولكل فرد لغته الخاصة وهذا ما أطلق عليه النقاد الواقعية في المسرح من الكتاب من اختار العامية ومنهم من فضل الفصحى وآثر البعض الآخر المزج بين العامية والفصحى.

المسرحية كما هو معلوم تشترك مع القصة في اشتمالها على الحادثة والشخصية والفكرة ولا تتميز عنها إلا في اعتمادها على الحوار كوسيلة وحيدة للوصف وعرض الأحداث. وبقدر ما يكون الحوار مطابقا للشخصيات سهلا واضحا يتوفر على إيقاع موسيقي مناسب. لا تطغى عليه روح المؤلف طغيانا يفسده . بقدر ما يكون ناجحا. إذا كان الحوار هو مظهر المسرحية الخارجي فان مظهرها الداخلي يتمثل في الصراع الذي يجب أن يكن محبوكا بشكل طبيعي لا تصنع فيه.

يحتل المسرح لدى مختلف الشعوب مكانة مرموقة نظرا للدور الذي يلعبه في تثقيف الفئات الشعبية وتنمية ذوقها الجمالي فضلا عن تسليتها والترفيه عنها والمسرح دليل على الرقي الاجتماعي فهو أداة لنقل قيم شتى ووسيلة لترقية الفكر خاصة إذا كان يحمل فكرة راقية بلغة سامية. فالمسرح قبل أن يكون تمثيلية فهو نص أي انه شكل ومضمون فالفكرة السامية يجب أن يعبر عنها باللغة الراقية غير مبتذلة أو هزيلة. أما إذا كان المسرح بلغة العوام فهو تهريج لا طائل منه. وإذا لم يصور مجتمعه في ماضيه وحاضره ومستقبله ويعكس آماله وتطلعاته معتزا بالقيم ومقومات الشخصية. كان دخيلا يهدم بدلا من أن يبني يفسد عوض أن يصلح.

ومادام المسرح يلعب هذا الدور الهام فهو يحتاج إلى تخطيط وأموال وتشجيع دائم. غير أن المسرح فن وليس تهريجا فكتابته من مهام الأدباء وتمثيل الأدوار فن لا يناط إلا بأصحاب المواهب من خريجي المعاهد المختصة.

مطالعة موجهة :  اللغة و الشخصية

النص:

توجد في كثير من بلدان العالم اليوم طوائف من المثقفين لقنت النقد الذاتي من مرايا مشوهة، تعكس لهم وجوههم في أبشع الصور وحسب الرسوم التي يرسمها لهم مستعمروهم القدماء، وينتج عن هذا التشويه أنهم كرهوا صورتهم أشد الكراهية وأرادوا استعارة وجه جديد، أعطني صورتك أتقنع بها أعطني دماغك أفكر به، أعطني يدك أعمل بها، أعطني لسانك أتكلم به. ولو سمعنا إنسانا ينطق بهذه العبارات لقلنا إنه يهذي، إننا تعودنا في لساننا العربي أن نسمي هذيان الطائفة الاجتماعية استلابا واغترابا، إن المجتمع المسلوب الثقافة، يشابه الشخص المسلوب العقل، والاغتراب الأكبر هو أن تغترب عن قومك فيجدوك تتكلم معهم بلسان الآخرين، والإفراط في الجنون والاستلاب هو أن تقول لقومك اغتربوا جميعا حتى تصيروا مثلي لأنني بخير.

ومن الملابسة أن نقذف بلغتنا بعيدا عن وجودنا، كأنها الشيء المنفصل عن كياننا ونصب عليها اللعنات فنسيمها لغة القرون الوسطى، ولغة الشعر والعاطفة، وأخيرا لغة الرجعية والرجعيين.

إن لغة مجتمع ما تعكس حياة هذا المجتمع بكل إخلاص، فإذا قلنا: إن لغتنا لغة الشعر والعاطفة، فمعنى هذا أن مجتمعنا مجتمع الشعر والعاطفة.

وإذا قلنا وصح قولنا : إنها لغة القرون الوسطى، فمعنى هذا أننا لازلنا نعيش حياة القرون الوسطى، وبما أن اللغة ليست إلا جزءا من إنتاج المجتمعات ونشاطاتها فعلينا أن نلوم أنفسنا عن كل عجز يلاحظ في لغتنا، ولا يمكن أن تتصور عزم أمة متخلفة على الإقلاع عن التخلف دون أن تتصور عزمها على محاربة الأمية ودون أن تتصور عزمها على النهوض بلغتها بكل إسراع، إلا أن تكون أمة تعيش أشد الاستلاب وطأة وهو الاستلاب الثقافي الذي ينبئ بالانقراض القريب.

وإنه لمن الملابسة أن نقول : إن التمسك باللغة الوطنية أمر عاطفي أكثر مما هو عقلاني، ومنهج التغلب على مظاهر التخلف لا يتطلب إلا العقل البارد الصرف وأعترف أنني لو سئلت : لماذا أحب لغتي الوطنية ؟ لوقع مني التهافت على التماس الأدلة العقلية ولكنها أدلة ستغطي الواقع العميق، وهو أن حب الإنسان لغته أمر شعوري ولولا شعورات أخرى مثل الاعتزاز بالوطن والتضحية من أجله، لما كانت هناك أوطان أو أمم يفاخر بعضها البعض،

ولا يتجاهل هذه الحقيقة المتجاهلون الأحوال المجتمعات، ولو سألنا الإنجليزي والفرنسي : لماذا تصرف الأموال الضخمة في مختلف بقاع العالم من أجل التحصيل على إشعاع ثقافي للغة الإنجليزية واللغة الفرنسية ؟ لقيل لنا : نحن أمم تحب لغاتها وتتمنى لها الانتشار في جميع الأنحاء، ولو تناولنا بالبحث ظاهرة حرص الأمم على نشر لغاتها لوجدنا أن الناحية العاطفية لا تقل أهمية فيها عن النواحي المصلحية.

وإذا كانت العاطفة، شبه جريمة في الميدان العلمي الصرف، لأنها مفسدة للبحث النزيه، فإنه من الجريمة في ميدان التمسك بالوطن واللغة أن لا تكون هناك عاطفة، أو أن نلابس على انعدامها عند الأمم الضعيفة باللجوء إلى العقلانيات التي تبرر التحول الثقافي المهيأ للذوبان.

ونكاد نتساءل هل نحن اليوم أكثر وعيا أم كان وعينا أقوى منذ عشرين سنة ؟ لقد كان الضغط الاستعماري يجري علينا مباشرة إذ ذاك، وكنا ننتبه هناك عاطفة، أو أن نلابس على انعدامها عند الأمم الضعيفة باللجوء إلى العقلانيات التي تبرر التحول الثقافي المهيأ للذوبان.

 

 

 

 

 

اكتشاف معطيات النص:

المشكلة الحضارية التي يعالجها الكاتب هي التكلم مع القوم بلسان الآخرين . وتتمثل خطورتها في سلب الشخصية الوطنية .

تطرق الكاتب إلى قوة وضعف لغة أمة ما . ورد الكاتب هذا الضعف إلى عجز في أنفسنا .

الغاية التي أرادها من وراء تحليله هو محاربة الأمية ، والنهوض باللغة.

الحل الذي لمح إليه في نظري هو : التمسك باللغة الوطنية تعني الاعتزاز بالوطن والتضحية من أجله .

 

 

 

 

 

مناقشة معطيات النص:

ما ذهب إليه الكاتب من أحكام نتيجة منطقية ، لأنه ما ذلت لغة إلا ذل لأن الأمة إذا أحبت لغتها أنفقت في سبيل نشرها وتطوير الأموال الضخمة ( الإنجليز والفرنسيون )

أفكار النص:

1) تأثر بعض المثقفين بنظرة المحتل لهم.

2) علاقة اللغة بوجود الأمة وحياتها.

3) علاقة اللغة بالوطنية.

4) ارتباطنا بلغتنا أيام الاحتلال وحاليا.

ـ الروابط التي شدت الفقرات بعضها إلى بعض هي :حروف العطف ـ حروف الجر ـ التوكيد ـ النفي ـ أدوات الشرط- الضمائر .....

ـ أربع مصطلحات فلسفية ومدلولاتها :

العاطفة : الإحساس

الدليل : البرهان

التهافت : الإسراع

وجود : كيان

 

 

 

استثمار موارد النص:

نموذج النمط التفسيري : إن لغة مجتمع ما تعكس حياة هذا المجتمع بكل إخلاص, فإذا قلنا إن لغتنا لغة الشعر والعاطفة فمعنى هذا أن مجتمعنا مجتمع الشعر والعاطفة .

خصائص النمط التفسيري : يحدد أسباب الوقائع ونتائجها ـ يحدد فائدة أو خطورة المعلومة وأبعادها ـ يمكن المتلقي من تمثل المعلومة عن طريق مده بوسائل فهمها ـ يقدم أمثلة قصد توضيح المعلومة.

نموذج النمط الحجاجي : ... وبما أن اللغة ليست إلا جزءا من إنتاج المجتمعات ونشاطها فعلينا أن نلوم أنفسنا عن كل عجز يلاحظ في لغتنا .

خصائص النمط الحجاجي : الروابط الزمنية، السببية، الإستنتاجية، التعارضية، الشرطية، المتشابهة. استخدام النعوت المعبرة استخدام الخطاب المباشر استخدام الجمل القصيرة .