ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/من الأدب الحديث والمعاصر/شعر النهضة وموقفه من حضارة الغرب
الملخص
من الأستاذ(ة) عقيلة طايبينص تواصلي : الثقافة العربية
النص :
إن الذي يدعو إلى الأسف والألم أن بعض المفكرين الشرقيين أنفسهم يشكون ويشككون في حقيقة وجود الثقافة الشرقية ."أولئك هم الذين قد بهرتهم انتصارات" الثقافة الغربية" المسيطرة الآن على العالم، فأعمتهم أشعتها الساطعة، وأقعدتهم وأسجد تهم يسبحون بمجدها، ويفركون أعينهم التي لا ترى شيئا غير هذا النور الكثير ..! ذلك هو العمى، و العقم، والكسل . كذلك لا أقر تلك الفئة الأخرى من الشرقيين، الذين يظنون أن التحمس للثقافة الشرقية معناه الجلوس متدثرين في أطمار حضارات بالية يصعرون خدودهم ويصيحون بألفاظ نعرة مضحكة وفخر كاذب ..!وذلك أيضا هو العمى، والعقم، والكسل ..!إنما إنهاض الثقافة الشرقية لا يكون إلا بنهوض الشرقيين إلى العمل، فيبدءون أولا بالجري واللحاق بما وصلت إليه الثقافة الغربية ..
تلك الثقافة التي أضافت اليوم كثيرا على ما استطاعت أخذه من الحضارات الأولى..! فثقافة الغرب- خصوصا في العصر الحديث لا تهمل شيئا أنتجه العقل البشري في أي عصر من العصور، وفي أي بقعة من البقاع، فالأوربيون قد أفادوا من الفلسفة الهندية والصينية" شوبنهور "و"نيتشة"، وحتى من الثقافة العربية والشعر العربي .ولكنهم طبعوه بطابع قنهم وتفكيرهم، ذلك أن حب المعرفة والاستطلاع لا يمكن أن يسمح لرجال الفكر الحقيقيين.
بالاقتناع بلون واحد أو الوقوف عند حد معلوم، فالأوربيون دائما يأخذون ما عند غيرهم من ثروة فكرية ليصبوه في قالبهم.. فأوربا إذن على ثروتها وغناها الثقافي اليوم لم يخطر ببالها قط أن تتقاعد عن قطف ثمار أية شجرة أخرى . إن الفكر البشري ليس له حدود " دولية " إنما هناك المزاج الخاص، والطبيعة الخاصة التي تكيف تلك الثروة المباحة التي تنهل منها كل ثقافة وكل حضارة..
إن الحضارة الأوربية في الحقيقة لم تخلق بيديها خلقا كل هذه القوالب المعروفة في آدابها وفنونها، ولا كل هذه النظريات الشائعة في فلسفتها وعلمها، فإن كثيرا من هذه القوالب والنظريات مأخوذة عن الشرق في حالته الأولية، ولكن الأوربيين زادوا عليه، وأضافوا إليه، وأخرجوه ممهرا بإمضائهم، ومطليا بشخصيتهم ..وهذا في الواقع عمل كل حضارة من الحضارات ..!ولا نستثني من ذلك الحضارة الإسلامية نفسها في عصورها الزاهرة، فما هي إلا جماع أفكار وثقافات وحضارات أمم مختلفة، صبها الإسلام في قالبه، و جعل منها لونا خاصا. فالثقافة الشرقية إذن، لا يمكن أن تكون اليوم بمعزل عن ثقافة أوربا، ولا أن تغمض عينيها عن هذه الثروة الهائلة، فلتمد أيدينا إذن غير مقيدين بسلاسل التقاليد أو العادات أو العقائد، فنأخذ كل شيء، ونهضم كل شيء . ثم نعرج على روحنا القديم، كل في بلده . فنستخلص الأفكار الثابتة المدفونة : إذ لا ريب أن كل بلد من بلاد الشرق فيه مناجم الفكر مفعمة متألقة لم تستخرج بعد . فالغرب على نشاطه الفكري ونهمه الذهني لا يستطيع أن يستخرج كل كنوز الشرق مثل الشرقي، إذ لابد أن تكون معاوله قد ارتطمت بحواجز منيعة من أسرار طبيعة لا تكشفها غير طبيعة الشرقي وغرائزه، وتجارب حکمته المتراكمة في أعماق نفسه، على مدى آلاف السنين...! فإذا تم لنا ذلك، فإننا نطبع كل تلك الثروة و كل تلك المادة بطابعنا الخاص، وعلى نحو ما حدث عندما اختلفت طبائع الدول الشمالية في أوربا عن طبائع الدول الجنوبية، فتفرعت عن الثقافة الواحدة ثقافتان، هما الثقافة اللاتينية، والثقافة الأنجلوسكسونية، ثقافتان لا تختلفان من حيث مقدار الثروة الذهنية، وإنما تختلفان في الطابع والمزاج والروح، فإذا كان في مقدورنا نحن أن نضيف إلى هاتين الثقافتين العظيمتين ثقافة ثالثة، لا تختلف عنهما في مبلغ ثروتها ومادتها، وإنما تخالفهما فقط في الطابع والطبيعة والروح، ثقافة ثالثة حية نامية جميلة، عليها خاتم شخصيتنا الشرقية، يراها الغرب، فكأنه يرى شيئا جديدا مستقلا، قد أخرج لهم من صدر عبقرية جديدة، فإننا نكون قد أدينا رسالتنا إلى هذا العالم، وأمكننا أن نساير الفكر البشري في طوره، وأن تسهم بعملنا و مواهبنا في بنائه العظيم، وأن نظفر أخيرا باحترام هاتين الثقافتين الحيتين القائمتين، ذلك الاحترام الذي تنظر به إحداهما على الأخرى، ويعي" الشرق "عندئذ ملی اعتباره في نظر " الغرب...".
مالك حداد
التعرف على صاحب النص:
توفيق الحكيم كاتب مصري، ولد سنة 1898. حصل على إجازة في الحقوق ..ثمّ اشتغل في سلك القضاء ثمّ تقلّب في عدّة وظائف استقال منها جميعاً ، ليتفرغ للفن والصحافة. توفي عام1987 من أهم آثاره: أهل الكهف،عودة الروح،شهرزاد، أديب الملك ،ويوميات نائب في الأرياف .
اكتشاف معطيات النص:
بالعمل الدؤوب،وبالجري واللحاق بما وصلت إليه الثقافة الغربية من أخذها من الحضارات الأولى..
بعدم إهمالهم ما أنتجه العقل البشري،إلاّ واستفادوا منه كالحضارات الهندية والصينية والثقافة العربية وشعرها..
الاقتراح موجود في الفقرة السادسة ...
أنتج ثقافتين عن الثقافة الواحدة،هما:اللاتينية والأنجلو سكسونية ، وهما تختلفان في الطَابع والمزاج والرّوح..
مناقشة معطيات النص:
بالجمع بين الحداثة وتراثنا وحسن استغلال ثقافة الغير كما صنعت الحضارة الإسلامية في عصورها الزاهية.. فجمعت أفكار وثقافات وحضارات أمم مختلفة...
نعم ، أوافقه الرأي لأنه امتداد لفجر التاريخ عبر التطور التاريخي للفكر الإنساني بدليل تعاقب الحضارات وامتزاجها فكل فكر حضاري كمّل فكرا حضاريا آخر..إلى الآن..
لأنها عبارة عن حلقة من حلقات التطور الفكر البشري والحضاري،وأنها استفادت من الثقافات السابقة وامتزجت بهم...
لا أعتقد ذلك ، وإن كان تظاهرا ليس إلاّ..! فهو يحترمها إنْ تجرّدت من كل ما هو أصيل في الأمّة العربية من تاريخ، وانتماء، وعادات وتقاليد ، ودين ، ولغة ، وقيم إنسانية نبيلة...
الاستخلاص و التسجيل:
"الحضارة" واقع موضوعي لا بمكن لأيّة أمّة أنْ تتقدّم إلاّ على أساسها.
لا نهضة إلاّ بمعرفة استغلال ثروات الأمّة الطّبيعية و تحاربها المتراكمة عبر آلاف السّنين وصقلها بما يتماشى والتطوّر فكريا ، و إنسانيا .
كلّ حضارة من الحضارات تأخذ من غيرها ، وتسهر على صقل ما أخذته و بنائه بما يتماشى و روحها وثوابتها .
من أهم خصائصه ما يلي :
ألفاظه تتسم بالدقة العلمية واستعمال المصطلحات النقدية .
اعتماده على التعليل والتحليل و وسائل الإقناع والمنطق
اعتماده الأسلوب الجميل .
مطالعة موجهة : رصيف الأزهار لا يجيب
النص:
لقد بلغ مسامع خالد بن طبال أن كثيرا من الناس يرددون أشعاره في الجبال والسجون . ولم يكن يشعر لذلك بالاعتزاز أو الفرح، بل كان يشعر بالخوف الشديد . كان يتساءل: هل أنا في مستوى الرجال؟ وثورة هؤلاء الرجال، ومطامحهم التي يسجلها التاريخ ؟ هل أنا أشعر بالخوف حينما يشعرون به، ولا أغتر بألقاب البطولة ؟ من السهل جدا أن أكون رجلا مثل سائر الرجال، ولكن أن أكون إنسانا، فهذا هو الأمر الصعب، وهذا هو الأمر المهم. لا يمكن للإنسان أن يتعلم معنى الوطن أو يشرحه في كلمات. كما أنه لا يستطيع أن يقص قصة الوطن .وقد ترك الله عبده في حالة يخيل إلى الناس فيها أنه سبحانه قد خلقهم درجات متفاوتة وأنه ترك حل مشاكلهم إلى إنسانيتهم التي كثيرا ما تنزل دون مستوى الإنسانية.
ولكن حينما سيرحل الوحوش، سواء منهم الوحوش الصغيرة أو الوحوش الكبيرة، أو الوحوش الذين نلتقي بهم كل يوم، أو الوحوش الذين لا يشبهون الوحوش ولكن يستفيدون، على درجات متفاوتة من الاستعمار الوحشي، حينما سيرحلون، سيرحلون كلهم، سيذهبون كلهم ولن يبقى في شوارع قسنطينة وفي الجبال التي ستعود كما كانت خضراء، وفي السجون التي ستخوی ممن فيها، لن يبقى على جدران الشارع " دیزلي " وشارع " اكس أن بروفانس"، وفي الصحراء ذات الرمال الشقراء، بل هي شقراء إلى درجة أن سنابل القمح الشقراء ترفض أن تنبت فيها، حينما سيرحلون، سيرحلون كلهم، ولن يبقى فوق الثلوج التي تفوق البراءة في نصاعة بياضها لن يبقى سوى الرجال، أولئك الأطفال الكبار الذين أصبحوا أسطورة يرويها التاريخ، أولئك الأطفال الكبار الذين يفكرون في رواية وينظرون إلى بعيد. وسيبقى الحب وسيعيش الطفل الذي لا يعرف الجوع والبرد والخوف، ويخشى إذا حاول أن يتذكر الماضي أن لا يستطيع ذلك.
وسيشرق الفجر، وستعود السيادة، أعلى مراتب الحقوق المقدسة، والجزائر التي يسبها البعض من أجل حوادثها اليومية، ستذكر الناس أن الفوضى لا تنشأ عن سوء التفاهم ولكن عن الجهل وعدم احترام الغير. سيتركون الدار نظيفة وسيرحلون، وذات يوم سيشرق الفجر مشعا بنوره الوهاج إلى درجة أن اللثام سیترکون الدار نظيفة وسيرحلون . سيرحلون إلى الأبد و أعاد خالد بن طبال للمرة العاشرة قراءة رسالة زوجته .كانت وريدة تقول له بأنها مريضة وكذلك الأطفال . وتخيلها، كما عرفها دائما، ثائرة . وحدثته عن السعال الديكي الذي أصيب به أصغر أطفالها، وعن آخر عملية من عمليات القمع، وعن آخر حادث من حوادث الاضطرابات. وريدة هي رمز المرأة الجميلة، إنها تترك في النفس ذات الأثر الذي يتركه التأسف . وهي تعلم تمام العلم أن خالد هو حبها الوحيد، وذروة مطامحها . وريدة هي المرأة التي تحن إلى أن تعيش في الجبال الثائرة، وترى في أحلامها أنها تمنح قبلاتها، وتقرأ لأطفالها أشعار والدهم، أسرار زوجها .
وريدة هي المرأة التي لا تعرف أن العيش في الجبال الثائرة صعب، وأن الحب هو دائما حرام . وريدة ذات الشعر الأسود الفاحم والثغر الذي تفوح منه رائحة المسك. كانت تقول له : كثر من الأغطية، لأن الطقس بارد في بلاد المنفى وكانت تقول : لقد استطعنا أن نقرأ أشعارك، استطعنا أن نقرأها بالرغم من كل شيء. وكانت تضع سطرا تحت عبارات " بالرغم من كل شيء." إن الشاعر الذي يخطو في ميدان الشعر أولى الخطوات . الا يحظى من الناس بما يستحقه من التقدير . وأسباب اضطرابه النفسي ترجع في الواقع إلى شكه في مواهبه. كانت تقول له بصوتها المتعثر، حينما يعود إلى المنزل : أنت أحمق ثم تقول معترفة : أحبك ثم تضيف هذه الجملة : سآتي عندك إلى باريس، لأن قلبك مريض. وتضيف أيضا : الجزائري لا يموت أبدا .
تعريف عن فن القصة: هي فن من الفنون النثرية تعتمد على سرد حادثة أو مجموعة من الحوادث جرت لأشخاص معينين في بيئة زمنية ومكانية معينة بطريقة مشوقة تعتمد على السرد والوصف والحوار.
التعريف بصاحب النص : مالك حداد كاتب جزائري ولد سنة 1927 بقسنطينة. أسس سنة 1969مجلة آمال ، وكان أول أمين عام لاتحاد الكتاب الجزائريين بين سنوات 1974 و 1978 وهي السنة التي توفي فيها. من آثاره: الشقاء في خطر . التلميذ والدرس . رصيف الأزهار لم يعد يجيب... .
اكتشاف معطيات النص:
تعالج رواية " رصيف الأزهار لا يجيب " موضوع مساهمة المثقفين المغتربين في ثورة التحرير .
تظهر في النص شخصيتان هما : خالد بن طبال وزوجته وريدة , خالد مغترب في فرنسا يكتب أشعارا يندد فيها بالاحتلال , ويدعو إلى الاستقلال و وريدة المرآة التي تحن إلى أن تعيش في الجبال الثائرة , والعلاقة بين خالد و وريدة هي علاقة زوجية وثيقة الصلة . ووطنية
غلب على رؤية الكاتب الحس التفاؤلي , من ذلك قوله : سيرحلون كلهم , سيشرق الفجر , وستعود السيادة .
المقطع الذي بين أيدينا من رواية رصيف الأزهار لا يجيب بطلها خالد بن طوبال و هو شاعر يعاني الاضطهاد مما جعله يسافر إلى فرنسا . وهو في المقطع الذي بين أيدينا في المهجر وقد بلغه خبر وطنه وشعبه الذي ما يزال يعيش تحت نير الاستعمار ويكتوي بناره.
والمقطع يظهر شخصيتين الأولى شخصية بن طوبال البطل والثانية وريدة زوجته التي تركها وهاجر تتجرع كأس اللم والمرارة فهي ترسل لزوجها تعاتبه وتلومه ولكنها أيضا تعلن له أنها ما تزال تحبه .
رغم كل هذا اللم إل أن الشاعر متفائل ويظهر ذلك من خلل عبارات النص من مثل: سيبقى الحب ، سيشرق الفجر ، ستعود السيادة...
مناقشة معطيات النص:
قصد الكاتب بلفظة الوحش الاستعمار .
قصد الكاتب الوحشية ، لأن المحتل يقتل الأنفس البريئة ،أو يسجنها ،أو يعذبها ، أو ينفيها ، ويدمر الأراضي ويحرق الغابات ،ويفعل كل الأعمال الإجرامية .
رأيي : لقد وفق الكاتب في استخدام هذا اللفظ استخداما حسنا
دلالة تكرار الكاتب للفظة " الوحوش " هو كرهه الشديد للاستعمار.
الأدب الملتزم أقوى في ترسيخ الحس الوطني لأنه يعتمد اللغة المؤثرة في مخاطبة الجماهير المشحونة بالعاطفة الوطنية .
يوجد في أسلوب النص وعباراته ما يدل على أن مالك حداد شاعر ، منها هذه العبارة : لقد بلغ مسامع خالد بن طبال أن كثيرا من الناس يرددون أشعاره في الجبال والسجون ...
ـكانت تقول : لقد استطعنا أن نقرأ أشعارك ، استطعنا أن نقرأها بالرغم من كل شيء .
التاريخ الموثق يقدم الحقائق ويعرف الأجيال بماضيهم ولكنه لا يرسخ الحس الوطني مثل ذلك الدب الملتزم بقضايا الأمة لأنه يشحذ الهمم ويقوي الحساس بالروح الوطنية.
المتأمل في النص يجد غلبة اللغة الشعرية في النص فرغم أن النص مترجم إلا أننا نشعر بذلك الكم الهائل من العواطف المتفجرة المعبرة عن شاعرية مالك حداد ومثال ذلك ما ورد في قوله: سيبقى الحب.. سيعيش الأطفال .. سيشرق الفجر .. ستعود السيادة..
استثمار موارد النص:
مال الكاتب إلى لغة الإيحاء وقد وفق في توظيفها إلى حد بعيد من ذلك :
الرجال : توحي بالقوة ـ إنسان : توحي بالمبادئ السامية والأخلاق الرفيعة
الوحوش : توحي بالعنف والقسوة والإجرام ـ الفجر : توحي بالاستقلال
إعادة ترتيب الأحداث في المقطع الروائي حسب زمانها :
جرائم المحتل
الثورة ضده
الفوضى التي عمت بعد الاستقلال
من مظاهر اللغة الإيحائية في النص قوله: سيرحل الوحش، فهي عبارة شديدة الإيحاء توحي بكل ما هو مرعب ومفزع من المستعمر.
رواية ذاكرة الجسد لحلم مستغانمي هي ذاكرة قسنطينة مدينة الجسور المعلقة والأحزان المعلقة بطلها خالد الذي يعيش قصة حب فاشلة يرويها وهو يطلب الموت فيدخل معسكرات التدريب بداعي المجازفة بحياته ولكن قبل استشهاده يوصيه الطاهر بابنته التي لم تر النور بعد .. وبعد عشرين سنة يلتقي بابنة الطاهر فتنشأ بينهما قصة حب جديدة ... وتنتهي أيضا بالفشل.
مالك حداد يشترك مع بطله في الكثير من الأشياء من ذلك أنه سافر إلى فرنسا ليعيش المنفى بعيدا عن وطنه وزوجته ، ولم يعد إلى أرض الوطن إل بعد الاستقلال وقد ظل هناك في فرنسا يناضل بشعره ويشارك في الثورة بألمه ووجعه مثل بطل روايته تماما.
نص أدبي : أخي
القصيدة:
أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ
فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا
لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم
سوى أشْبَاح مَوْتَانا
أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ
ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ
فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا
ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا
سوى أجْيَاف مَوْتَانا
أخي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا
وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا
التعرف على صاحب النص:
ميخائيل نعيمة 1889 - 1988مفكر عربي كبير وهو واحد من ذلك الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد وقسمت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كتب حوله. فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد متفهم وكاتب مقال متبصر ومتفلسف في الحياة والنفس الإنسانية وقد أهدى إلينا آثاره بالعربية والانجليزية والروسية وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية.
ولد في بسكنتا في جبل صنين في لبنان في شهر تشرين الأول من عام 1889 وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية فيها، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 حيث تسنّى له الاضطلاع على مؤلّفات الأدب الروسي، ثم أكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها أدباء عرب في المهجر وكان نائبا لجبران خليل جبران فيها. عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي . لقّب ب"ناسك الشخروب" ، توفي عام 1988 عن عمر يناهز المائة سنة.
قام ميخائيل نعيمة بتعريب كتاب "النبي" لجبران خليل جبران ، كما قام آخرون من بعده بتعريبه (مثل يوسف الخال ، نشرة النهار)، فكانت نشرة نعيمة متأخرة جداً (سنة 1981)، وكانت شهرة ( النبي ) عربياً قد تجاوزت آفاق لبنان.
مناقشة معطيات النص:
توحي عبارة لو أردنا نحن ما عما " الندم و عتاب و لوم النفس و العرب على ما أقدموا عليه من نصرة الأمريكان و الفرنسيس . على الدولة العثمانية طمعا في الاستقلال عنها .
الإيحاءات الطبيعية تتمثل في الأرض التي تمثل الأصل و الأصالة / الفلاح و الحرث تمثل البناء و التشييد / السواقي التراث و الماضي الذي يغذي وجود العرب على الأرض / الغرس المستقبل .
غاية الشاعر من استعمال ضمير المفرد المخاطب في القصيدة تكمن في الهمس فهو من خلاله يخاطب كل عربي عان نفس الألم / كأنه يحدث نفسه بما في نفسه من هموم في وقت لم يجد أحدا يصغي إليه غير أخيه الذي يرافقه في حربه و سفره ....
استطاع الشاعر أن يشخص مفهوم الأصالة دون أن يذكرها لفظا من خلال مجموعة من العبارات الموحية و المؤثرة منها " فلا تطلب إذا ما عدت للأوطان خلانا . سواقينا قد جفت .....و لا تشمت بمن دانا و لا تهزج لمن سادوا .
يمكن ان نستخلص من ارتباط الشاعر بالأرض البعد الإنساني للشاعر و البعد الوطني باعتباره شاعرا مهجريا .
موقف الشاعر من حضارة الغرب الرفض و عدم القبول .
تحديد بناء النص:
نوع الشاعر بين الخبر والإنشاء لملاءمتهما لإغراض الشاعر المتنوعة فتارة يسرد أحداثا بطريقة حوارية في حديثه عن في السطر الأول عن الغربية ....و يناسبه الأسلوب الخبري و تارة يستعمل الأسلوب الإنشائي في أمر ممزوج بالنهي مثلا قي قوله فلا تطلب إذا ما ......ثم يعود و يستعمل الأسلوب الخبري في التعليل و التبيين في قوله لأن الجوع لم يترك لنا صحبا نناجيهم .
اللون البياني الذي يعكس نفيسة الشاعر المجاز اللغوي . و قد أفصح الشاعر عن مجموعة من المشاعر منها الحزن و الألم لما آلت إليه حال العرب و الأمة العربية و منها حال الندم في الفقرة الأخيرة و منها نبرة الغضب ضد الغرب في المقطع الأول " ضج بعد الحرب غربي ..." تهزج لمن سادوا " ...
ثلاث مجازات من المقطع الثالث :
كوخا هده المدفع الجزئية " مجاز مرسل "
هد الذل مأوانا " استعارة مكنية
لم يترك لنا الأعداء غرسا في أراضينا مجاز مرسل الكلية " جنود الأعداء "
المقابلة جسدها في المقطع الرابع " الطباق عم / ما عم .
تفحص الاتساق و الانسجام في النص:
الروابط التي اعتمدها الشاعر في بناء نصه منها :
حروف العطف والجر" الواو، الفاء، الباء ، بل، في ". أدوات النفي لم ، لا ، ما النافية ، إذا الشرطية الظرفية ، إن الشرطية ، التعليل لأن فقد التحقيق ، لو ، التكرار أخي " . الضمائر " ضمير المخاطب المفرد ، الغائب ، المتكلم نحن ........
فائدة الأمر بالنهي النصح الإرشاد و التوجيه و ذلك لان غاية الشاعر توضيح الأمور على من غمت عليه ..
لو الشرطية لو : حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط ، والجواب ، ويفيد امتناع لامتناع . أي : امتناع الجواب لامتناع الشرط .
مجمل القول في تقدير النص:
النص نزعة تنديد صارخة بحضارة الغرب القائمة على الظلم و البطش و تزيين القبيح ، الشاعر يشير إلى أن الغرب ،و إن عرف الحضارة المادية الراقية في التصنيع والتكنولوجيا يبقى متخلفا من الناحية الإنسانية بوحشيته .
مسحة الرومانسيين التجديدية في القصيدة بارزة عكسها تنويع القافية واللغة البسيطة ذات البعد الإيحائي .
الأدب عند ميخائيل نعيمة رسالة اجتماعية تهتم بموضوعات الحياة و مصير الإنسان .