ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/القواعد اللغوية/أحكام البدل و عطف البيان

: البدل

جعل الله الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للناس}. {وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشياً}.

{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}. أطربني البلبل صوته .

أكلت خبزاً لحماً- اشتريت سيفا رمحاً.

ومن يفعلْ ذلك يلقَ أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة}. {أمدكم بما تَعلمون أمدكم بأنعام وبنين}.

 تأمل قولي الشاعر

16....... وأبو تمام الجد حزين 

17........ولقاء الجد أبي تمام

من المقصود في الحكم في كلا المثالين ؟

المقصود في الحكم في المثال الأول الجد

 المقصود في الحكم في المثال الثاني أبى تمام

لعلك تبينت أن التابع في الجمله الاولى (الجد) والمتبوع (أبو تمام) وفي الجمله الثانيه التابع هو (أبي تمام) والمتبوع هو (الجد)

تأمل قولنا 

ذكر الشاعر في قصيدته بن أوس أبا تمام

أيهما أوضح و أعرف وأشهر ؟

ماذا سمي هذا التابع ؟

(أبا تمام ) اوضح و أعرف و أشهر 

 يسمى هذا التابع بعطف بيان

(أبا تمام) تابع وضح لنا من هو المقصود بالحكم

تأمل الامثله التاليه 

كان الشاعر شوقي من شعراء المنفى 

حفظت القصيده نصفها 

أعجبني القائد حزمه 

 

 

الإيضاح:

تأمل ما تحته خط في أمثلة المجموعات الأربع الأولى، تجد كل كلمة منها قد سبقت بكلمة أخرى ليست مقصودة لذاتها، و إنما ذكرت توطئة وتمهيداً للكلمات التي تحتها خط، فالكعبة في المثال الأول مَهدت للكلمة التي تحتها خط في المثال نفسه وهي " البيت الحرام " فهذه الكلمة هي المقصودة لذاتها في هذه الآية، وفائدة هذا التكرار تقوية الكلام وتقريره . ومثل هذه الكلمات تسمى " بدلا " وهي تتبع الكلمات السابقة عليها في إعرابها رفعا ونصباً وجرا وجزما، وتسمى الكلمة السابقة على البدل "المبدل منه".

والبدل أنواع، فهو إن كان مساوياً للمبدل منه تماما سمى " بدل الكل من الكلّ" أو "البدل المطابق" كما في أمثلة المجموعة الأولى، وقد سبق أن عرفنا أن هذا النوع يجوز أن يعرب "عطف بيان" كذلك.

وإن كان البدل جزءا من المبدل منه، كما في أمثلة المجموعة الثانية، سمي البدل: " بدل البعض من الكل "، فإن المستطيعين للحج هم بعض الناس، ومقام إبراهيم هو بعض آيات البيت الكريم.

وإن كان البدل يدل على صفة عارضة في المبدل منه، ولا يدل على جزء أصيل فيه، سمي "بدل الاشتمال" كما في أمثلة المجموعة الثالثة، فإن القتال ليس جزءا من الشهر الحرام و إنما هو يعرض فيه، وكذلك صوت البلبل هو صفة عارضة في البلبل، وليس جزءا منه.

وأحياناً يقصد الإنسان شيئاً فينسى ويسبق لسانه إلى شيء آخر، ثم يتذكر، فيعود إلى قصده الحقيقي فيذكر ما كان قصد إليه، كما في أمثلة المجموعة الرابعة، إذ كنت تقصد أنك أكلت لحماً، غير أن لسانك سبق إلى ذكر الخبز، أو كنت تقصد أنك اشتريت رمحاً فسهوت وذكرت السيف.

ومثل هذا النوع من البدل يسمى "بدل الغلط " وهو يقع كثيرا في لغة الخطاب، ولكنه لا يقع في كلام البلغاء، والبليغ إن وقع في شيء منه، أتى بين المبدل منه والبدل بكلمة "بل" التي عرفناها في باب العطف، ليدل بها على غلطه أو نسيانه.

وبدل البعض من الكل وبدل الاشتمال لا بدّ فيهما من ضمير يتصل بهما ويربطهما بالمبدل منه، كما هو واضح في الأمثلة.

وكما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل والجملة من الجملة، كما في أمثلة المجموعة الخامسة.

 

:القاعدة

البدل تابع مقصود بالحكم، يسبقه ما يمهّد له، وليس مقصوداً لذاته، ويسمى : المبدل منه

البدل هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطه.

عطف البدل هو تابع جامد يشبه النعت في كونه يكشف عن المراد , فائدته إيضاح متبوعه أن كان معرفه وتخصيصه إن كان نكره .

أنواع البدل أربعة هي:

 البدل المطابق، أو بدل الكلْ من الكلْ، وهو ما كان فيه البدل عين المبدل منه، ويجوز إعرابه عطف بيان كذلك.

بدل البعض من الكل، وهو ما كان البدل فيه جزءاً حقيقياً من المبدل منه.

بدل الاشتمال وهو ما يدل على صفة عارضة في المبدل منه.

بدل الغلط، وهو ما ذكر بدلا من اللفظ الذي سبق إليه اللسان، فذكر غلطاً أو سهواً.

بدل البعض ويدل الاشتمال، يتصل كل واحد مهما بضمير يربطه بالمبدل منه.

البدل يتبع المبدل منه في إعرابه رفعاً ونصباً وجراً وجزماً.

كما يبدل الاسم من الاسم، يبدل كذلك الفعل من الفعل، والجملة من الجملة.

 ملاحظات:

بدل الجزء من الكل وبدل الاشتمال يتصل كل منهما بضمير يربطه بالمبدل منه

الاسم المعرف بعد اسم الاشاره يعرب بدلا إذا كان جامدا ونعتا إذا كان مشتقا

كل عطف بيان يصح إعرابه بدلا

يجب أن يكون عطف البيان أوضح من متبوعه وأشهر

 

:عطف البيان

الأمثلة:

إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون}.{ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين}. {وإلى عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله}.

الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة ". "من ورائهم جهنم ويُسقى من ماء صديد" . " أو كفارة طعام مساكين.

فاطمة نجح عمرو أخوها - البيت سافر خالد ساكنه.

يا بكرُ الحارثُ- يا إبراهيم المهدي.

 

الإيضاح:

عرفنا من قبل أن التوابع أربعة هي : النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل، وقد انتهينا من درس النعت، أما العطف فإنه ينقسم إلى قسمين : عطف البيان، وعطف النسق.

ونتحدث هنا عن القسم الأول، وهو عطف البيان. وإنك إذا تأملت ما وضع تحته خط في الأمثلة السابقة من الكلمات، لوجدت أن كل واحدة منها عبارة عن تابع لما قبلها، مشبه للنعت في كونه يكشف عن المراد، كما يكشف النعت، وينزل من المتبوع منزلة الكلمة الموضحة لكلمة غريبة قبلها.

فوظيفة هذا العطف إذاً تشبه وظيفة النعت في أنه يوضح متبوعه إذا كان هذا المتبوع معرفة، كما في أمثلة المجموعة الأولى، أو يخصص هذا المتبوع إذا كان نكرة ، كما في أمثلة المجموعة الثانية، غير أنه يفترق عن النعت في أنه من الكلمات الجامدة التي لا تؤول بمشتق، على العكس من النعت الذي يجب أن يكون مشتقاً أو جامداً يمكن أن يؤول بمشتق يحل محله.

وكلّ أمثلة عطف البيان يجوز أن يعرب فيها التابع عطف بيان أو بدل كل من كل، وهو البدل المطابق الذي سندرسه بعد ذلك إلا في حالتين اثنتين، يتحتم فيهما عطف البيان ولا يجوز الإعراب على البدلية، وهما:

- إذا لم يمكن الاستغناء عن التابع، كأن يشتمل عل ضمير يربط الخبر بالمبتدأ كما في أمثلة المجموعة الثالثة، فإننا لا يمكن أن نقول في المثال الأول منها مثلا: "فاطمة نجح عمرو"، إذ لو حذفت كلمة "أخوها" لفسد التركيب، وأصبح بلا معنى.

- إذا لم يمكن الاستغناء عن المتبوع، كأن يكون التابع فيه (أل) والمتبوع منادى، كما في أمثلة المجموعة الرابعة، فإننا لا يصح أن نقول في المثال الأول منها مثلا: "يا الحارث"، لأن المنادى لا يكون فيه (أل) في اللغة العربية.

 

 

 

 

:القاعدة

عطف البيان هو تابع جامد يشبه الصفة في توضيح متبوعه إن كان معرفة، وتخصيصه إن كان نكرة.

كل ما جاز إعرابه عطف بيان جاز إعرابه بدل "كُل من كل" إلا في حالتين:

إذا لم يمكن الاستغناء عنه، كأن يشتمل على ضمير يربط الخبر بالمبتدأ.

إذا لم يمكن الاستغناء عن متبوعه، كأن يكون فيه (أل) والمتبوع منادى.

الفروق بين البدل و عطف البيان

فكل ما حكم عليه بأنه عطف بيان يجاز بأن يحكم عليه بأنه بدل ، ولا ينعكس ، لأن البدل ليس مشروطاً فيه التعريف ، ولا المطابقة في إفراد وتثنية وجمع ، كما هو مبسوط في كتب النحو ، فليراجع لهذه الشروط في الكتب .
ولكن يتعين عطف البيان في مواضع حيث لا يكون فيها بدلا ، وهي :

أن يكون التابع مفرادا معرفة معربا ، والمتبوع منادى .

نحو قولك : يا أخانا زيداً ، فتجعل زيدا عطف بيان ، ولا يجوز جعله بدلا ؛ لأنه لو كان بدلا لكان في تقديره إعادة حرف النداء ، فكان يلزم أن يكون مبنيا على الضم ، كما في أمثاله من من المناديات وكذلك الحكم لو كان المنادى مضموما والتابع مرفوع أو منصوب ، نحو يا غلامُ بشرُ أو بشراً ، فلو أبدلت تعين الضم ، فكنت تقول يا غلام بشرُ .

أن يكون المعطوف خاليا من الألف واللام ، والمعطوف عليه مقرون بها ، ومجرورٌ بإضافة صفة مقرونة بها .

كقول الشاعر : ( أنا ابن التاركِ البكريِّ بشرٍ ..........) . فبشرٍ هنا يتعين كونه عطف بيان على البكري ، ولا يجوز أن يكون بدلا منه ؛ لأن البدل فيه نية إحلاله محل الأول ، ولكن لا يجوز أن يقال : (أنا ابن التارك بشرٍ ؛ لأن الصفة المقرونة بالألف واللام كـ ( التارك ) لا يجوز أن تضاف إلا لما فيه الألف واللام كـ ( البكري ) .ولكن أجاز بعضهم أن يجعل بشر بدلا . كالفارسي والفراء .

أن يكون الكلام يفتقر إلى رابط ، ولا الرابط إلا التابع على عطفية البيان .
مثلا : ( هند ضربت الرجل أخاها ) ، لا يجوز أن يكون نعتا ؛ لأنه أعرف مما جرى عليه ، ولا يجوز أن يكون بدلا ، لئلا تعرو الجملة الأولى من الرابط ، فتعين عطف البيان .

أن يضاف أفعل التفضيل إلى عام ، ويتبع بقسمي ذلك العام ، ويكون المفضل أحد قسمي ذلمك العام . نحو : ( زيد أفضل الناس الرجال والنساء ، أو الرجال والنساء ) . فالرجال والنساء عطف بيان ، ولا يجوز أن يكون بدلا من الناس ؛ لأن البدل على نية تكرار العامل ، فيكون التقدير : زيد أفضل الرجال والنساء ، أو النساء والرجال ، وذلك لا يسوغ .

أن يتبع وصف ( أي ) بمضاف .
نحو : ( يا أيها الرجل غلام زيد ) . فغلام زيد لا يكون بدلا من الرجل ؛ لأنه ليس في تقدير جملتين ولا وصفا ؛ لأن ما فيه الألف واللام لا يوصف بالمضاف إلى العلم .

أن يُفَصِّل مجرور ( أيّ ) .
نحو : ( أيُّ الرجلين زيدٍ وعمروٍ أفضلُ ) . فلا يصح بدل زيد وعمرو من الرجلين ؛ لأنه لا يجوز أن يقال : أيّ زيدٍ وعمروٍ ؛ لأن (أيّ) لا تضاف إلى مفرد معرفة ، إلا عند قصد التجزئة ، نحو : أيُّ الرجل أحسن أ عينه أم وجهه .

أن يفصّل مجرور ( كِلا ) .
نحو : ( كلا أخويك زيد وعمرو قال ذلك ) ؛ لأن ( كلا ) لا تضاف إلأ إلى مثنى لفظاً ومعنى ، أو معنى دون لفظ .
فبتقدير جعله بدلا يلزم أن يقال : كِلا زيد وعمرو . وهذا لا تضاف إلى المثنى ، لا لفظا ومعنى ،ولا معنى فقط دون لفظ .

أن يتبع المنادى المضموم باسم الإشارة .
نحو : ( يا زيدُ هذا ) . فـ ( هذا ) لا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأنه لو كان بدلا لكان منادى ، وحرف الندا لا يجوز أن يحذف من اسم الإشارة . وكذا يلزم على البدلية نداء اسم الإشارة من غير وصف . وكل ذلك ممنوع .
أن يتبع وصف ( أي ) في النداء بمنون .
نحو ( يا أيها الرجلُ زيدٌ ) . فعلى البدلية يلزم وصف ( أي ) بما ليس فيه الألف واللام . وذلك لا يجوز .

أن يتبع اسم جنس ، أو غير ذا (أل) لمنادى مضموم .
نحو : ( يا زيد الرجل) ، و( يا غلام الرجل الصالح ) ، و( يا رجل الحارث ) .
أو لمنادى منصوب : نحو : يا أخانا الحارث ؛ لأنه إذا جعلناه بدلا يؤدي إلى مباشرة حرف النداء ما فيه الألف واللام ، فيكون التقدير : يا الرجل و يا الحارث . وذلك ممنوع .

أن يتبع المنادى المكضاف باسم الإشارة .
نحو : ( يا غلام زيد هذا ) . فإذا جعلناه بدلا يلزم نداء اسم الإشارة من غير وصف .

أن يتبع وصف اسم الإشارة في النداء بمنون .

نحو : ( يا هذا الطويل زيد ) .فتعليل هذين المسألتين يوخذ من تعليل ما تقدم ، أي لزوم نداء اسم الإشارة من غير وصف .

( منقول مختصرا من رسالة العنابي ( المتوفى سنة 776 هـ ) المسماة : التبيان في تعيين عطف البيان .

قلت : فيبدو من كل الفروق هو وجود شروط مخصوصة في عطف بيان يجب اعتبارها فيه ، مثلا : موافقته بالمتبوع في التعريف ، والتنكير ، وإفراد وتثنية وجمع . دون البدل ، فإن ليس فيه شروط مثله والأمر الثاني الذي ظهر من خلال الفروق هو : ( علامة البدل ) ، وهو حله محل المبدل منه دون عطف البيان . لأنه يجوز أن يحل محل المعطوف . فمدار كل الفروق على هذا النقطة .