ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/البلاغة اللغوية/بلاغة الكناية

الكناية

الكناية

هي لغة مصدر لفعل كنيت تقول كنيت بكذا عن كذا تكلمت بما يستدل عليه أو تكلمت بشيء وأردت غيره

والكناية في البلاغة لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إيراد المعنى الأصلي أو هي جملة لها معنيان قريب غير مقصود وبعيد هو المقصود

الكنايه 

هي لفظ أطلق ونريد به لازم المعنى , أو هي أن نتكلم عن شيء ولكن نريد غيره

أمثلة: 

عاد مقطب الجبين {الحزن}، منتفخ الأوداج{الغضب}، يعض على أصابعه{الحسرة والندم}، صفر اليدين{الخيبة}، كثير الرماد {الكرم}، فلانة ناعمة الكفين {الكسل أو الغنى}، نؤوم الضحى{ الكسل أو الغنى}،يشار إليه بالبنان{الشهرة}، شمّر عن ساعده {التأهب}، قال تعالى:<لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط >{البخل}و {الإسراف}

يقدم رجلا ويِؤخر أخرى{التردد}، قالت الخنساء:

طويل النجاد رفيع العماد      //       كثير الرماد إذا ما شتـــــــــا

 (طول القامة/الزعامة/الكرم)

وقال المتنبي،في إيقاع سيف الدولة بأعدائه:

فمساهم وبسطهم حرير        //      وصبّحهم وبسطهم تراب (الغنى والفقر)

الأمثلة :

تقول العرب : فلانة بعيدة مهوى القرط .

قالت الخنساء  في أخيها صخر :

  طويل النجاد رفيع العماد                  كثير الرمــاد إذا مـا شتا .

وقال آخر في فضل دار العلوم في إحياء لغة العرب :

        وجدت فيك بنت عدنان داراً            ذكـريها بداوة الأعــراب.

وقال آخر :

       الضـاربين بكل أبيض مخدم           والطـاعنين مجامع الأضغان .

المجــد بين ثوبيــــك والكــرم ملء برديــك.

تأمل

الأستاذ عنده كتب كثيره ---> الكلام له معنى مباشر ( المعنى قريب ومباشر)

يقرأ كثيرا , له علم كبير ----> (الكنايه) المعنى البعيد غير مباشر 

 القواعد :

الكناية لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة ذلك المعني .

تنقسم الكناية باعتبار المكني عنه ثلاثة أقسام ، فإن المكني عنه قد يكون صفةً، وقد يكون موصوفاً ، وقد يكون نسبة .

 

كيف اعرف الكناية

كيف أعرف الكناية؟

ج1: إذا وجدت جملة لها معنيان قريب غير مقصود وبعيد هو المقصود

ج2: إذا قال السؤال: أستخرج صورة بيانية ، بين نوعها وأثرها

ج3: إذا لم أجد أداة التشبيه، ولم أستطع وضعها ولا يمكن طرح السؤال الخاص بالإستعارة

     (شبه ماذا؟ بماذا؟ وماذا حذف؟)

طريقة السؤال:

س: أستخرج صورة بيانية، بين نوعها،وأثرها

طريقة الإجابة:

ج: -أ- الصورة البيانية هي :

    -ب- التعيين: (استخراجها من النص)

    -ج- النوع: ( كناية عن...)

    -د- الأثــر: (تقوية المعنى وتوضيحه وترسيخه في الذهن عن طريق التلميح بدل التصريح)

أنواع الكنايه

أنواعها :

كنايه عن صفه المعنى المقصود هو الصفه

كنايه عن موصوف المعنى المقصود هو الموصوف 

كنايه عن نسبه المعنى المقصود ينسب إلى الشيء المتعلق بالموصوف 

كنايه عن صفه لازم المعنى يدل على صفه من الصفات 

مثال الرجل محب للحروب 

لازم المعنى هو الشجاع ----> الشجاعه صفه 

كنايه عن موصوف :

لازم المعنى يدل على شخص أو ذات أو شيء مثال 

ما أحسن الجود في الدنيا والدين ** وأقبح البخل فيمن صيغ من الطين 

من هو المخلوق من الطين ---> الإنسان 

لازم المعنى هو الإنسان    الإنسان شخص موصوف

كنايه عن النسبه :

هي صفه تذكر ولكن تنسب إلى شيء تجعله منسوبه لصاحبها مثال 

إن السماحه و المروءه والندى في قبه ضربت على ابن الحشرج

السماحه و المروه والندى منسوبه إلى قبه , والقبه منسوبه لصاحبها , وصاحبها هو ابن الحشرج.

بلاغة الكناية:

تعطيك حقيقة مصحوبة بدليلها

تعرض عليك قضية و في طيها و برهانها

تضع لك المعاني في صور محسوسة الآية الكريمة.

و حاصل الأمر أنها تصور لك المعاني تصويرا مرئيا (ماديا) ترتاح له النفس

أنواع الكنايه 

كنايه عن صفه لازم المعنى يدل على صفه من الصفات 

مثال الرجل محب للحروب 

لازم المعنى هو الشجاع ----> الشجاعه صفه 

كنايه عن موصوف 

لازم المعنى يدل على شخص أو ذات أو شيء مثال 

ما أحسن الجود في الدنيا والدين ** وأقبح البخل فيمن صيغ من الطين 

من هو المخلوق من الطين ---> الإنسان 

لازم المعنى هو الإنسان    الإنسان شخص موصوف

كنايه عن النسبه 

هي صفه تذكر ولكن تنسب إلى شيء تجعله منسوبه لصاحبها مثال 

إن السماحه و المروءه والندى في قبه ضربت على ابن الحشرج

السماحه و المروه والندى منسوبه إلى قبه , والقبه منسوبه لصاحبها , وصاحبها هو ابن الحشرج

 

بلاغه الكنايه

الكنايه هي صوره لها أن تقع لكن الأديب لا يقصد المعنى الحقيقي بل المجازي الكرم أمر معنوي جسدنا هذا المعنى كثره الرماد (كثير الرماد أي كثير الكرم )

فالكنايه تساهم في تجسيد المعنى أو تشخيصه في صوره محسوسه وبذلك تزيده وضوحا وتقريبا من الذهن تعطينا الحقيقه مسحوبه بدليلها 

تساهم في التلميح أي نلمح للمعنى ولا نصرح به.

عرفت أن للكناية معنيين:قريب غير مراد لا مقصد لذاته وبعيد هو المراد والمقصود

وقد عبرت العرب عن كلامها وما وراءه بالكنايات قصد الوصول إلى المعنى بطريق غير مباشر وحبّا في الاختصار ولذلك كان للكناية بلاغتها عندهم فهي:

توضح المعنى وتقربه وتجعله أكثر تأثيرا وعمقا

تعرض عليك القضية وضمن نطاقها برهان ذلك

تعرض عليك المعاني والأفكار في صور محسوسة تجعلها أكثر قربا واشتياقا عند السامع

تجعل التلميح طريقا لتوصيل الفكرة بدل التصريح بها

تقوية المعنى وتوضيحه وترسيخه في الذهن عن طريق التلميح بدل التصريح مع إيجاز ومبالغة.

الكناية مَظْهَر من مظاهر البلاغة , وغاية لا يَصِل إليها إلا من لَطف طبعُة وصَفت قريحته , والسرُ في بلاغتها أنها في صور كثيرة تُعطِيكَ الحقيقة مصحوبة بدليلها , و القضية وفي طَيها بُرْهَانُ ,كقول البحتري في المدح :

 يغُضون َفضْل اللحْظِ مِنْ حيثُ مَا بَدَا لهُم عنْ مَهيبٍ في الصدور محَببِ

فإنه كَنى عن إكبار الناس للممدوح وَهَيْبِتهِمْ إياه بغَض الأبصار الذي هو في الحقيقة برهان على الهيبة والإِجلال , وتظهر هذه الخاصة جليةً في الكنايات عن الصفة والنسبة .

ومن أِسباب بلاغة الكناية أَََنها تََضَع لك المعاني في صور المحسنات , ولا شك أن هذه خاصة الفنون فإن المصور إذا رسم لك صورة للأَمل أَو اليأس بَهرَك و جَعَلك ترى ما كنت تَعْجزُ عن التعبير عنه واضحاً ملموساً . فمثل (كثير الرماد ) في الكناية عن الكرم و (رسول الشر ) في الكناية عن المزاح وقول البحتري :

  أَمَاَ رأَيْتَ الْمَجْدَ أَلْقى رَحْلةُ فيِ آلِ طَلْحةَ ثم لَمْ يتَحَولِ.

في الكناية عن نسبة الشرف إلى آل طلحة , كلُّ أُولئك يُبرِزُ لك المعاني في صورة تشاهدها و ترتاح نفسُك إليها . ومن خواص الكناية أنها تمكِّنك من أن تَخْدِشَ وجه الأَدب , وهذا النوع يسمى بالتعريض , ومثاله المتنبي في قصيدة يمدح بها كافوراً ويُعرِّض بسيف الدولة :

 رحلتُ فكَمْ باكٍ بأَجفان شادِنٍ عَلَىَّ وكم باكٍ بأَجفانِ ضَيْغَمِ"الشادن. "

 وَمَا ربة القُرْطِ المليح مكانُةُ بأجْزَعَ من رَبِّ الحسَام المصمم"القرط. "

 فَلَوْ كان ما بي مِنْ حبيبٍ مُقنَّعٍ عذَرْتُ ولكنْ من حبيبٍ مُعَمَّمِ

رَمى واتقى رمى ومن ْ دون ما اتقى هَوَّى كاسر ٌ كفِّى وقوسِي و أسهمي

إذا ساء فعل المرء ساءَت ظنونه وصدق مـا يعتاده من توهم

فإنه كنى عن سيف الدولة أولاً بالحبيب المَعََّمم , ثم وصف بالغدر الذي يدعي أنه من شيمة النساء , ثم لامه على مباد هته بالعدوان , ثم رماه بالجبن لأنه يرمي ويتقي الرمي بالاستتار خاف غيره , على أن المتنبي لا يجازيه على الشر بمثله لأنه لا يزال يحمل له بين جوانحه هوى قديماً يكسِر كفه وقوسَه وأسهمه إذا حاول النضال, ثم وصفة بأنه سيئ الظن بأصدقائه لأنه سيئ الفعل كثير الأوهام و الظنون حتى ليظن أن الناس جميعاً مثلهُ في سؤ الفعل وضعف الوفاء . فانظر كيف نال المتنبي من سيف الدولة هذا النيل كله من غير أن يذكر من اسمه حرفاً .

ومن أوضح ميزات الكناية التعبير عن القبيح بما تسيغ الآذان سماعه . وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن الكريم وكلام العرب , فقد كانوا لا يعبرون عما لا يحسن ذكره إلا بالكناية , وكانوا لشدة نخوتهم يكنون عن المرأة بالبيضة والشاة .

ومن بدائع الكنايات قول بعض العرب :

 ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام "ذات عرق ." فإنه كنى بالنخلة عن المرأة التي يحبها .

تعريف الأدب المهجري

يطلق أدب المهجر على الأدب الذي أنشأه العرب الذين ىاجروا من بلاد الشا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية، وكونوا فيها جمعيات وروابط أدبية ، كما أخرجوا صحفا ومجلات تعنى بأدبهم ، وترصد الحركة الأدبية في المهجر. وأشهر ىذه الجمعيات الأدبية : الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية.

الرابطة القلمية : تكونت سنة 1920 في نيويورك بأمريكا الشمالية ، وأعلنت الثورة على الشعر التقليدي ، ودعت إلى التجديد في الشعر شكلا ومضمونا . ومن شعرائها : جبران خليل جبران ، وميخائيل نعيمة ، وإيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة ، ورشيد أيو ب.
العصبة الأندلسية : وقد تكونت سنة 1932 في البرازيل بأمريكا الجنوبية ، وىي أميل إلى المحافظة على القديم ، ودعم الصلات بين الشعر الجديد والقديم . أسسها ميشيل معلفؼ ومن شعرائها : فوزي المعلوف ، إلياس فرحات ، سلمى صائغ ، والقرو ي...

خصائص الأدب المهجري

تميزٌ الأدب المهجري بمجموعة من الخصائص أهمها :
أولا : من حيثٌ المضمون :
- النزعة الإنسانية : وىي النظرة إلى المجتمع كلو نظرة حب ورحمة ، والرغبة في أف يعم الخير الجميع ، وأف تنتشر بين الناس  المباديء السامية المبنية على الحب وتهذيب نوازع النفس الشريرة .
- النزعة التأملية : اتجه أدباء المهجر إلى دخيلة أنفسهم يتأملون فيها فرارا من صخب الحياة التي تحاصرىم . كما توجهوا إلى الطبيعة ، وتأملوا في مظاهرها وشخصوها ككائن حي ليعبروا عما يجيش في نفوسهم من أحاسيس .
- الحنين إلى الوطن : يكثر في شعر المهجريين الحنين إلى الوطن الأم ، وتألمهم لما يصيبه من من كوارث ، والسبب في ذلك شعورىم  بالغربة وىم بعيدون عن أوطانهم .
- الحزن : إن شيوع ظاىرة الحزن في الشعر المهجري يعود إلى طول الأيام في الغربة وإحساس المهاجر إحساسا حادا بالزمن

ثانياٌ :  من حيثٌ الشكل والأداء :
- الوحدة العضوية : والمتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي ، وترتيب الأفكار والصور في بناء متماسك. وتظهر أكثر في الشعر القصصي كالحجر الصغير ، والتينة الحمقاء لإيليا أبي ماضي
- التعبير عن تجربة شعورية ذاتية : يكوف الشاعر المهجري قد مر بها في غربته ، ويظهر عمق التعبير عن ىذه التجربة عندما تمتزج مشاعرىم بالطبيعة ، فنرى طبيعة جديدة كأننا لا نعرفها من قبل .
- اللجوء إلى الرمز لما لو من دلالات لا تنضب . والرمز معناه أف يتخذ الشاعر من الأشياء الحسية رموزا لمعنويات خفية 
- التحرر من الوزن والقافية : فقد جدد المهجريوف في قالب القصيدة ، واتبعوا نظا المقطوعات ، كما اتجو بعضهم إلى شعر التفعيلة
- السهولة والوضوح في اللغة والأساليب ، والتسامح في بعض الأحيان في قواعد اللغة

- الإ كثار من استخدام الشكل القصصي في القصيدة ، كما ىو الحاح عند إيليا أبي ماضي

الإتجاه الفني لشعراء المهجر

يتمثل في المذهب الرومانسي.

أهم الشعراء المجديين:

جبران خليل جبراف - وميخائيل نعيمة - وإيليا أبو ماضي- ونسيب عريضة - ورشيد أيوب فوزي المعلوف - إلياس فرحات - سلمى صائغ – والقروي

المدارس الأدبية

المدرسة الرومنسية : 

الرومنسية تعني أدب الوجدان و العاطفة و هي مدرسة ظهرت في أروبا كرد فعل على المدرسة الكلاسيكية تدعو الى التجديد في الأدب و الإبداع و ترك التقليد . 

أهم روادها : يعد الخليل مطران أبو الرومنسية العربية ثم تبعه العقاد و المازني و عبد الرحمان شكري و ايليا أبوماضي و جبران خليل و نزار و درويش .....الخ 

تفرع عن هذه المدرسة ثلاث مدارس أدبية صغيرة و هي : 

مدرسة اليوان : روادها العقاد و المازني و شكري .

مدرسة الرابطة القلمية (مدرسة المهجر ) : روادها جبران خليل جبران و ميخعائيل نعيمة و إيليا أبوماضي ظهرت في أمريكا 

مدرسة أبولو: روادها : أحمد زكي أبو ستادي - أبو القاسم الشابي - ابراهيم ناجي .

خصائص الرومنسية : 

هو أدب عاطفي 

الوحدة العضوية

الإهتمام بالخيال 

النزعة الإنسانية 

المدرسة الواقعية : 

نشأة في النصف الثاني من ق 19 متأثرة بالنهضة الفلسفية و العلمية و كرد فعل عن التيار الرومنسي .

يعد بلزاك الرائد الأول لها ألف 150 قصة (الكوميديا البشرية ) و فوليبز صاحب  مدام بوفاري و انجلترا شارل ديكنز و شريدان .

الواقعة في الأدب العربي : أخذ التيار العربي النزعة التفاؤلية من الواقعية فراحوا يبرزون عيوب المجتمع و أهم القضايا الإجتماعية .

اهم روادها : توفيق الحكيم (رواية حمار الحكيم ) و طه حسين و مولود فرعون و محمد ديب .

المدرسة الرمزية :

ظهرت كرد فعل على المذهب الواقعي المادي إهتم أصحابها باللفظ على حساب المعنى و الفكر فهم يستعملون الكلمة (اللفظ) إحائيا أو رمزيا مثل الحمام رمز الكلام , الزيتون رمز الأرض و أيوب رمز الصبر 

أهم روادها : جبلران خليل جبران - صلاح عبد الصبور - نزار قباني - بدر السياب 

خصائصها :

الوحدة العضوية 

الرمز هو أداة التعبير 

الغموض و الإبهام 

الوحدة العضوية 

الكناية مَظْهَر من مظاهر البلاغة

الكناية مَظْهَر من مظاهر البلاغة , وغاية لا يَصِل إليها إلا من لَطف طبعُة وصَفت قريحته , والسرُ في بلاغتها أنها في صور كثيرة تُعطِيكَ الحقيقة مصحوبة بدليلها , و القضية وفي طَيها بُرْهَانُ ,كقول البحتري في المدح :

 يغُضون َفضْل اللحْظِ مِنْ حيثُ مَا بَدَا لهُم عنْ مَهيبٍ في الصدور محَببِ

فإنه كَنى عن إكبار الناس للممدوح وَهَيْبِتهِمْ إياه بغَض الأبصار الذي هو في الحقيقة برهان على الهيبة والإِجلال , وتظهر هذه الخاصة جليةً في الكنايات عن الصفة والنسبة .

ومن أِسباب بلاغة الكناية أَََنها تََضَع لك المعاني في صور المحسنات , ولا شك أن هذه خاصة الفنون فإن المصور إذا رسم لك صورة للأَمل أَو اليأس بَهرَك و جَعَلك ترى ما كنت تَعْجزُ عن التعبير عنه واضحاً ملموساً . فمثل (كثير الرماد ) في الكناية عن الكرم و (رسول الشر ) في الكناية عن المزاح وقول البحتري :

  أَمَاَ رأَيْتَ الْمَجْدَ أَلْقى رَحْلةُ فيِ آلِ طَلْحةَ ثم لَمْ يتَحَولِ.

في الكناية عن نسبة الشرف إلى آل طلحة , كلُّ أُولئك يُبرِزُ لك المعاني في صورة تشاهدها و ترتاح نفسُك إليها . ومن خواص الكناية أنها تمكِّنك من أن تَخْدِشَ وجه الأَدب , وهذا النوع يسمى بالتعريض , ومثاله المتنبي في قصيدة يمدح بها كافوراً ويُعرِّض بسيف الدولة :

 رحلتُ فكَمْ باكٍ بأَجفان شادِنٍ عَلَىَّ وكم باكٍ بأَجفانِ ضَيْغَمِ"الشادن. "

 وَمَا ربة القُرْطِ المليح مكانُةُ بأجْزَعَ من رَبِّ الحسَام المصمم"القرط. "

 فَلَوْ كان ما بي مِنْ حبيبٍ مُقنَّعٍ عذَرْتُ ولكنْ من حبيبٍ مُعَمَّمِ

رَمى واتقى رمى ومن ْ دون ما اتقى هَوَّى كاسر ٌ كفِّى وقوسِي و أسهمي

إذا ساء فعل المرء ساءَت ظنونه وصدق مـا يعتاده من توهم

فإنه كنى عن سيف الدولة أولاً بالحبيب المَعََّمم , ثم وصف بالغدر الذي يدعي أنه من شيمة النساء , ثم لامه على مباد هته بالعدوان , ثم رماه بالجبن لأنه يرمي ويتقي الرمي بالاستتار خاف غيره , على أن المتنبي لا يجازيه على الشر بمثله لأنه لا يزال يحمل له بين جوانحه هوى قديماً يكسِر كفه وقوسَه وأسهمه إذا حاول النضال, ثم وصفة بأنه سيئ الظن بأصدقائه لأنه سيئ الفعل كثير الأوهام و الظنون حتى ليظن أن الناس جميعاً مثلهُ في سؤ الفعل وضعف الوفاء . فانظر كيف نال المتنبي من سيف الدولة هذا النيل كله من غير أن يذكر من اسمه حرفاً .

ومن أوضح ميزات الكناية التعبير عن القبيح بما تسيغ الآذان سماعه . وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن الكريم وكلام العرب , فقد كانوا لا يعبرون عما لا يحسن ذكره إلا بالكناية , وكانوا لشدة نخوتهم يكنون عن المرأة بالبيضة والشاة .

ومن بدائع الكنايات قول بعض العرب :

 ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام "ذات عرق ." فإنه كنى بالنخلة عن المرأة التي يحبها .