ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/البلاغة اللغوية/بلاغة المجاز المرسل والعقلي
الملخص
من الأستاذ(ة) هجرسي محمدبلاغة المجاز العقلي و المرسل
بلاغة المجاز:(العقلي والمرسل)
المجاز: مشتق من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه / وفي البلاغة:هو كلمة استعملت في غير معناها الحقيقي مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، وهو نوعان:
مجاز لغوي تكون العلاقة فيه بين (المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قائمة على المشابهة) وهذا يسمى: الاستعارة
مجاز تكون العلاقة فيه بين(المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قائمة على غير المشابهة) وهذا يسمى: المجاز المرسل
مجاز تقوم العلاقة فيه على إسناد الفعل إلى غير فاعله وهذا يسمى: المجاز العقلي
أمثلة:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.
إن البدر مجاز، والذي دفعنا إلى هذا عبارة {ثنيات الوداع} وهو مكان قريب من المدينة المنورة وهي القرينة المانعة التي أوحت إلينا أن المقصود من هذا البدر هو إنسان جميل حبيب إلى القلوب والعيون{محمد عليه الصلاة والسلام} وأن البدر الحقيقي لا يطلع من ثنيات الوداع وتلك استعارة
قال تعالى: (وينزل لكم من السماء رزقا).
إن الرزق لا ينزل من السماء ولكن الذي ينزل مطر ينشأ عنه النبات الذي منه طعامنا ورزقنا فالرزق مُسَبَّبٌ عن المطر فهو مجاز مرسل علاقته المسببية
نهار الزاهد صائم وليله قائم.
إن الصوم أُسند إلى ضمير النهار والقيام أُسند إلى ضمير الليل مع أن النهار لا يصوم بل يصوم من فيه والليل لا يقوم بل يقوم من فيه فالفعل أُسند لغير ما هو له فهو مجاز عقلي
المجاز العقلي
المجاز العقلي: فهو لايستكشف من لفظة ومفردة لغوية بعينها بل من هيئة جملة كاملة بكل تفاصيلها ومفرداتها واسنادها والمستكشف للعلاقة المجازية هو العقل , ففي المثال الذي ذكره الاستاذ لكم (انبت الربيع البقل )
فان الاستعمال المجازي لايخص مفردة معينة من مفردات هذه الجملة بل كل هيئة الجملة تدلنا على استعمال مجازي مفاده ان البقل ينبت في فترة الربيع والخصب , فكأننا هنا نسند عملية انبات البقل الى الربيع وذلك لكونه زمن الخصب واستعداد الطبيعة والارض للانبات , فلاحظي ان كل مفردة في هذه الجملة قد ساهمت في افادة المعنى المجازي وليس مفردة واحدة بعينها والعقل هو الذي تذوق واستكشف هذه العلاقة المجازية.
المجاز العقلي: يكون في الإسناد، يكون في إسناد الفعل أو ما في معناه لغير ما وضع له، مثل حديث الله -عز وجل- عن فعل فرعون في بني إسرائيل: ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4] فقد أسند فعل التذبيح إلى فرعون مع أنه لم يباشره، وإنما باشره غيره من الجنود أو من الناس بشكل عام.
لماذا أسند إليه؟
لكونه سببًا، ولكونه قد أمر به وأذن فأسند الفعل إليه، ولا شك أن هذا فيه تفظيع لعمله و-أيضًا- استعظام لهذا الفعل وإنكار، هذا المجاز الإسنادي أو المجاز العقلي.
المجاز العقلي:
ويكون في الإسناد، أي في إسناد الفعل، أو ما في معناه إلى غير ما هو له.
هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير فاعله.
المجاز اللغوي:
ويكون في نقل الألفاظ من حقائقها اللغوية إلى معاني أخرى بينها صلة أو مشابهة، وهو نوعان:
الاستعارة: هي مجاز لغوي تكون العلاقة فيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قائمة على المشابهة
المجاز المرسل: وهو مجاز تكون العلاقة فيه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجاز قائمة على غير المشابه
علاقاته، هي:(إسناد الفعل إلى غير فاعله، إلى زمان وقوعه، مكان وقوعه، مفعوله)
مثال1: بنَت الحكومة الجامعات= أسندنا الفعل بنى إلى الحكومة، والحكومة تعبير معنوي يشمل الوزراء الذين أصدروا الأمر بالبناء (أسندنا الفعل إلى غير فاعله الحقيقي)
مثال2:هذا يوم عصيب= العصيبة والشديدة هي خطوب اليوم وحوادثه لا هو، فوصفه بذلك وصف للزمان(أسندنا الفعل إلى زمان وقوعه)
مثال3:مشرب عذب= نسب العذوبة إلى مكان الشرب لا إلى الماء (أسندنا الفعل إلى مكان وقوعه)
مثال4: ربحت تجارتهم= أسندنا الربح إى التجارة، والرابح هو صاحب التجارة والتجارة في الأصل مفعول به(أسندنا الفعل إلى مفعوله)
المجاز المرسل
المجاز المرسل:
هو مجاز غير مقيد بعلاقة المشابهة بل هو مطلق مرسل له علاقات شتى
علاقاته،هي:(السببية/ المسببية/الجزئية/ الكلية/ الحالية/ المحلية/واعتبار ما كان/ واعتبار ما يكون)
مثال1: لمحمد علّي يد لن أنساها ما حييت= كلمة يد هي المجاز وأراد بها القائل حسن الصنيع
ولا توجد علاقة مشابهة بين اليد والصنيع وإنما اليد سبب في الصنيع= فالعلاقة السببية
مثال2:(وينزل لكم من السماء رزقا)= فالرزق لا ينزل من السماء وإنما الذي ينزل هو
الغيث وبالغيث تُروى الأرض ينبت النبات وتكون الثمار تُجنى الأرباح وتكثر الأرزاق، فالغيث سبب والرزق مسبَّبٌ(نتيجة)= فالعلاقة المسببية
مثال3: شربت ماء السدّ= الحقيقة أنني لم أشرب ماء السدّ ولا أنا قادر على ذلك وإنما شربت
كأسا أو عدة كؤوس فلقد أطلقت الكل وأردت الجزء= فالعلاقة الكلية
مثال4: بث العدو عيونه في كل مكان= فالعين المقصودة هنا ليستذلك العضو الصغير
في جسم الإنسان، فقد ذكر العين وهي جزء من الجاسوس وقصد الجاسوس= فالعلاقة الجزئية
مثال5: قال تعالى:(وآتوا اليتامى أموالهم)= اليتيم في اللغة هو الصغير الذي مات أبواه
ولم يبلغ سن الرشد فهل تظن أن الله سبحانه يأمر بإعطاء اليتامى أموال أبائهم بل الواقع أن الله يأمر بإعطاء الأموال من وصلوا سن الرشد= فالعلاقة اعتبار ما كان
مثال6: قال تعالى على لسان أحد أصحاب يوسف في السجن:(إني أراني أعصر خمرا)
الخمر لا تعصر وإنما يعصر العنب الذي يصير خمرا فذكر الخمر وقصد العنب=فالعلاقة اعتبار ما سيكون
مثال7: قال تعالى:(فل يدع ناديه سندعو الزبانية)= والأمر هنا غرضه الاستخفاف والسخرية
فقد أمر الله بأن يجمع هذا الإنسان عشيرته وأنصاره ولكن ذكر مكان الاجتماع لا عشيرته وأهله، فذكر المحل وقصد من فيه= فالعلاقة المحلية
مثال8: قال تعالى:(إن الأبرار لفي نعيم)=إن النعيم لا يحل فيه الإنسان لأنه معنى من المعاني
وإنما يحل في مكان النعيم فاستعمال النعيم في مكانه مجاز ذكر الحال وقصد المحل= فالعلاقة الحالية
: المجاز اللغوي
والمجاز المرسل هو من اقسام المجاز اللغوي , والاستعمال المجازي اللغوي عادة ما يكون لمفردة لغوية معينة تستعمل في معنى ثاني اما بسبب وجود تشابه بين المعنيين في وجه من الوجوه او لعدم وجود تشابه ولكن توجد علاقات مصححة لهذا الاستعمال كالسببية والمسببية والحال والمحل وغيرها.
ففي المثال الذي ذكره لك الاستاذ ( رعت الماشية الغيث )
فان الاستعمال المجازي هو في مفردة الغيث بعينها فقط حيث عبر المتكلم عن الحشيش الذي ترعاه الماشية بالغيث لان الغيث سبب لانبات الحشيش فالعلاقة المصححة للاستعمال المجازي هي السببية وهو مجاز لغوي مرسل وذلك لعدم وجود نقطة تشابه بين الغيث والحشيش .
(المجاز اللغوي: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة وقد تكون غيرها، والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حالية).
فبدأ المؤلفان في البلاغة الواضحة بالدخول في تفصيل القول في المجاز وذكر أنواعه، فقولهما هنا: (المجاز اللغوي: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له): المجاز ينقسم إلى قسمين: مجاز عقلي، ومجاز لغوي.
أما المجاز اللغوي: فهو يختلف عن ذلك بأنه يقع في كلمة فقط، لا يقع في تركيب، وإنما يقع في لفظة واحدة.
وعرفه هنا بقوله: (هو اللفظ المستعمل) يعني كلمة، (اللفظ المستعمل في غير ما وضع له) اللفظ هنا كما ذكرنا أخرج التركيب، فليس تركيبًا، إنما هو لفظ.
(المستعمل في غير ما وضع له) أخرج لفظًا مستعملاً في ما وضع، فإذا استعمل اللفظ فيما وضع له عند العرب فهو حقيقة، ولم يخرج إلى دائرة المجاز، فأخرج قوله: (في غير ما وضع له) اللفظ المستعمل فيما وضع له، فهو عندئذ يكون حقيقة، أما إذا استعمل اللفظ في غير ما وضع له فينتقل من الحقيقة إلى التجوز وإلى المجاز نفسه.
قال: (لعلاقة) هنا اللام تعليلية، أي: إنما استعمل ذلك اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلة أو لغرض مسوغ للنقل -لنقل الاستعمال من الحقيقة إلى المجاز- وهو العلاقة.
العلاقة: هي المناسبة بين المعنيين -بين المعنى الحقيقي الأصلي، وبين المعنى المجازي الجديد- فهي المناسبة بين المعنيين: المعنى المنقول عنه، والمعنى المنقول إليه.
وسميت العلاقة بذلك: لأن بينهما أو لأن بينها تعلقًا، ويرتبط المعنى الثاني بالمعنى الأول، المعنى الثاني -المجاز- بالمعنى الأول -الحقيقي-، وبه أو بهذه العلاقة ينتقل الذهن من دلالة اللفظ على حقيقته إلى دلالته على ما نقل إليه في التجوز -في حال المجاز-.
لعلنا نمثل بمثال يبين ذلك: عندما أقول: "جئت من عند أسد يسلم عليه الناس".
فقولنا: "أسد" هذا هو اللفظ المتجوز به، وهو محل الاستعارة هنا، فقولنا: "أسد" استعير لفظ الأسد للرجل الشجاع، فقد شبه الرجل الشجاع هنا بالأسد بجامع الجرأة والشجاعة في كلٍ.
وقولي هنا: "يسلم عليه الناس": هذه قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي للأسد المتوحش المعروف في الغابة، لأن الأسود ليس من شأنها أن يسلم عليها الناس.
فهنا تجوزنا بلفظة الأسد من الحيوان المفترس المعروف إلى الإنسان، وهذا هو التجوز المجازي، فهناك علاقة بينهما وهي الشجاعة والجرأة في كلٍ سوغت ذلك.
القرينة التي صرفت أن يُراد بالأسد هنا الحيوان المفترس هي: كلمة "يسلم عليه الناس" لأن الأسود لا يسلم عليها، وإنما يفر منها، والذي يسلم عليه هم الرجال أو الناس بشكل عام.
قال هنا: (المجاز اللغوي: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي) هنا أطلق العلاقة، فقد تكون العلاقة المشابهة -كما في الاستعارة- بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، كلفظة أسد مثل ما مثلنا، وقد تكون العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي غير المشابهة بحيث تكون مطلقة غير المشابهة، كأن تكون السببية في المجاز المرسل، لفلان يد عليّ في الجامعة -مثلًا- أو في كذا أو في الحياة، المقصود باليد هنا النعمة أو الفضل، ليس هناك مشابهة وإنما تجوز بلفظ اليد لأن اليد سبب الإنعام، استعملت كلمة يد فكانت مجازًا مرسلاً أي مطلقًا، لم يكن ثم مشابهة، وإنما هناك تجوز لعلاقة السببية.
قال: (لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي) ثم قال: (والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة) مثل ما سبق (فتكون استعارة) فيكون ذلك التجوز أو ذلك اللفظ المستعمل استعارة.
لماذا سمي استعارة؟ لأنه من العرية، عندما يستعير فلان شيئًا لفلان يكون هناك علاقة وفي الوقت ذاته يكون ليس ملكًا للمستعير، وإنما هي ملك -أساسًا- للمستعار منه، فلفظة أسد -مثلًا- ليست ملكًا وإطلاقًا حقيقيًا على الرجل الشجاع، وإنما هي ملك -أساسًا- من حيث التسمية لذلك الحيوان المفترس المعروف، فتبقى له، وإنما استعرناها فقط لفترة لمعنى بلاغي وهو التصوير.
ترجع إلى الحقيقة بعدما نحذف القرينة.
أي نعم.. ينتهي الموقف، عندما ينتهي نهمنا وغرضنا من ذلك تعود إلى أصلها، وإلى الحيوان المفترس نفسه، ولكننا نستعملها هنا فقط لغرض بلاغي، لتوظيف بلاغي وهو الدلالة على تصوير الشجاعة في هذا الإنسان ونقلها من ذلك الحيوان المفترس إلى هذا الإنسان لتفظيعها وتعظيمها وتشخيصها.
وهذا يشير إلى أغراض الاستعارة، ومن أغراضها:
-التصوير الدقيق.
-و-أيضًا- إيجاز.
-وفي الوقت ذاته سرعة الإفهام، بدلا من أن أقول: فلان جريء شجاع يبطش بأعدائه ويفعل كيت وكيت، أقول: هو أسد، انتهى الموضوع، فانتقل الذهن من ذلك الحيوان إلى هذا الإنسان فيكون ذلك اللفظ متجوزًا به لغرض بلاغي وهو التصوير الدقيق والإيجاز الدال.
(قد تكون مشابهة) فتكون عندئذ أو اللفظ يكون عندئذ استعارة (وقد تكون غيره) يشير بهذا إلى أن التجوز هنا ليس العلاقة ليست للمشابهة وإنما غير المشابهة في المجاز المرسل -كما سيأتي إن شاء الله- تفصيلها.
قال: (والقرينة قد تكون لفظية، وقد تكون حالية): القرينة قد تكون لفظية مثل ما ذكرنا: جئت من عند أسد يسلم عليه الناس، كلمة يسلم عليه الناس هذه قرينة لفظية ذكرت في سياق الكلام بلفظها.
(قد تكون حالية) مثل ماذا؟
عندما ترى رجلاً كريمًا قد أقبل، وأنت وصاحبك أو جماعتك تراه من بعيد تقول: أقبل البحر، هنا ليس ثم قرينة لفظية في كلامك، كلامك موجز، ولكن قرينة الحال إقبال الرجل واشتهاره بالكرم، قرينة الحال دلتنا على أن المراد بالبحر هنا إنما هو ذلكم الرجل الكريم، فهنا القرينة حالية في هذا الأمر.
فالقرينة: يشير بهذا إلى أنها قد تكون لفظية في الألفاظ مقرونة في السياق بلفظ معين، وقد تكون حالية في الحال أو المناسبة هي التي تدل عليها، ونشير بهذه المناسبة إلى أنه لابد من أن يكون هناك قرينة كما ذكرنا وإلا فلا مجاز، فيبقى الأصل هو الحقيقة ويبقى الكلام على إطلاقه.
لو أخذنا مثالاً من فصيح القول: قول المتنبي حينما أنذر السحاب، لاحظ أن العرب تجوزت في عباراتها و-أيضًا- خاطبت غير العقلاء ونزلتهم منزل العقلاء، وهذا لاشك دليل على تمكن العرب في الفصاحة وعلى -أيضًا- تمكنهم في البلاغة، فحتى الجمادات وحتى التي لا تعقل خاطبوها ونادوها وصاروا يخلعون عليها العتاب ويأمرونها وينهونها، -مثلًا- قول المتنبي حينما أنذر سحابًا يراه يهم بالمطر وبالغيث وبإنزاله، وكان معه ممدوحه قال:
تعرض لي السحاب وقد قفلنا ** فقلت إليك إن معي السحاب
ماذا صنع المتنبي قال: السحاب لما رأى السحب قد أوشكت على النزول بالغيث والأمطار الغزيرة قال: إليك ابتعد عني، لماذا يا أبا الطيب؟ قال: إن معي السحابا، إن معي الممدوح الذي عنده العطايا وعنده الثراء وعنده العطية الهائلة، فهذا فيه تجوز.
السحاب الأول "تعرض لي السحاب": هذا حقيقة، لأنه أطلقه عليه، على السحاب الجرم السماوي المعروف المعلق بين السماء والأرض.
قال: "فقلت إليك" أي: ابتعد عني، اسم فعل أمر."إن معي السحابا": هنا تجوز في اللفظ الثاني، السحاب الثاني هو موقع الاستعارة، فقد استعار السحاب الذي في عجز البيت هنا للرجل الكريم، فشبه الرجل الكريم بالسحاب بجامع كثرة العطاء والتدفق في كلٍ، ثم استعار اللفظ الدال على المشبه به وهو السحاب، لمشبه وهو رجل كريم على سبيل الاستعارة التصريحية، لماذا؟ لأن المذكور هنا هو المشبه به والمحذوف هو المشبه والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي قوله "معي" المعية.
فأبو الطيب لا يتحكم في السحاب الأصلي الأساسي، وإنما هو مع ممدوحه يمشي معه ويذهب، فالمعية هنا "معي" القرينة التي منعت من إرادة المعنى الأصلي للسحاب الثاني بأنه السحاب المعروف. ننتقل إلى التقسيم أو تقسيم آخر للاستعارة: تقسيمها إلى تصريحية، ومكنية.
بلاغة المجاز
بلاغة المجاز:
المجاز العقلي:أسلوب عربي فصيح يدل على سعة العربية وقدرتها على تجاوز حدود الحقيقة إلى الخيال، و ذلك لو كان الإسناد قاصرا على الحقيقة وحدها لجفت اللغة وانعدم فيها رونق الحياة وجمال التعبير
المجاز المرسل: هو وسيلة من الوسائل التي تساعد على بلاغة التعبير وجماله وحسن وقعه في النفوس فتنتقل اللفظة من معناها الأصلي أو الوصفي إلى معنى جديد أكثر اتساعا وأبعد أفقا
تكمن بلاغتهما في إشغال ذهن المتلقي بالبحث والتأمل وفي إثارة الفضول ومتعة الاكتشافC وصولا إلى الإعجاب والدهشة وتخلصا من قيد العبارة وضيقها
المدرسة الكلاسيكية
أهم تسمياتها : مدرسة البحث - الإحياء - التقليدية - مدرسة المحافظون .
هي مدرسة ظهرت في نصف ق 19 (1850) على يد محمود ساسي البارودي و تبعه كل من أحمد شوقي و حافظ ابراهيم .
خصائصها :
تقليد القدامى في الشكل و المضمون .
استعمال القاموس القديم .
الإكثار من الصور البيانية .
جزالة اللفظ .
أهم روادها :
في الشعر : البارودي - شوقي - حافظ ابراهيم - مفدي زكريا
في النثر : المنفلوطي - الرافعي - الإبراهيمي .
شعر المنفى
هو شعر قاله أو نظمه شعراء نفاهم الإستعمار من بلادهم كأحمد شوقي و البارودي و الأمير عبد القادر .
مفهوم شعر المنفى:
هو نوعٌ من أنواع الشعر الذي يعتمد على مجموعةٍ من الصور الأدبية المرتبطة بحياة الشاعر، خصوصاً عند وجودهِ في بلدٍ ليس وطنَه، فيكتب العديد من القصائد الشعرية التي يشير فيها إلى الذكريات التي عاشها في وطنه، وإلى منزله، وعائلته، وأصدقائه، وأي ذكرياتٍ أخرى تعبّر عنه، كما أنو يذكر في المقابلة تأثّره الشديد بالغربة التي يعيشها في البلد الذي يوجد فيه.
خصائص شعر المنفى
الحنين إلى الأوطاف و الخلاّف و شوق الأىل و الأرض.
التّعبير عن المعاناة و الشعور بالوحدة و الشكوى من الغربة و التصريح بالألم .
وصف الشّعراء الأوطاف التي ىاجروا إليها بما حباها اللّه من جمال في الطبيعة و وفرةٍ في النّعم.
خصّ الشّعراء الأوطان التي كانت تحت أيدي المسلمين بالرّثاء ، و وقفوا مطوّلا على عتبات آثارها. معبرين عن عبقرية أصحابها،
ومثال ذلك ما حصل في بلاد الأندلس.
المزج بين الشوق و القضايا السياسية أو الاجتماعية التي كانت سببا في منفاه.
اقتفاء ( تتبُّع و محاكاة ) آثار الشّعراء القدامى: ابن زيدون – البحتري...
الإتجاه الفني لشعراء المنفى
تٌمثل في : المذهب الكلاسكي = اتيار الإحيائي = التيار المحافظ التقليدي .
مدرسة الإحياء ة البعث
لماذا سميتٌ مدرسة الإحياٌء والبعث بهذا الاسم؟
سميت بذلك الاسم لأنها أحيت الشعر العربى من موته وبعثته من رقاده بعد أن اعتراه الضعف فى العصرين المملوكى والعثمانى.
أهم خصائص مدرسة الإحياٌء والبعث:
مجاراة القدماء فى تقاليد القصيدة بانتقالها من غرض إلى آخر والافتتاح بالنسيب وما يمر به الشاعر؛ مما يجعل القصيدة متنوعة الأغراض.
قيام القصيدة على وحدة البيت، بحيث يكوف البيت وحْدَه أو مع بضعة أبيات مستقلاِّ عن سائر أبيات القصيدة.
العناية بالأسلوب وروعة التركيب وجلال الصياغة الشعرية وانتقاء اللفظ؛ مما جعل الجانب البيانى يتغلب أحيانًا على المضموف الفكرى والمعنى الشعرى.
متابعة القدماء فى موضوعاتهم من )مدح - رثاء - غزل - فخر),
اقتباس المعانى، والأخيلة، والصور، والموسيقى من فحول الشعراء القدامى.
المحافظة على الوزف الواحد والقافية الواحدة.
التعبير عن بعض الجوانب التي تهم حياتهم الخاصة.
أهم الشعراء القلدين
أحمد شوقى - حافظ ابراىيم- محمود - سامي البارودي -إسماعيل صبرى - أحمد محرم - عائشة التيمورية.
مدرسة الصنعة اللفظية
هي مدرسة تهتم بالمحسنات البديعية و هي مدرسة أبوتمام , قام بإعادة إحيائها كل من الإبراهيمي (في النثر ) و مفدي زكريا (في الشعر )